للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرج بعد الشدة]

في الأخير قرروا قتل موسى وأخيه، وهذه حجة الضعيف دائماً، وكما يقال: ارميه في السكة.

ثم يطلع من بين السواد نور، ويطلع في حلكة الليل ضياء القمر.

وإذا ادلهمت الظلماء وأحلولك عليك ظلام الظلم من حولك فثق أن الفرج قريب، وإذا ضاقت واستحكمت وظننت أنه لا مخرج ولا فرج منها فاعلم أن فرج الله آت، فإذا ضاقت عليك جداً جداً وقلت: إنها أقفلت فاعرف أنها ستفتح الآن ما دام أنها اشتدت جداً، فالله يترك العبد يأخذ كل أسبابه حتى يقول: يا رب! انتهيت من الذي عندي، فيقول له: نحن نخلص لك الموضوع، ويقول للشيء: كن فيكون.

فعندما تضيق بك الأحداث وتشعر أن كل الدنيا ضدك وأنك مظلوم وتقول: قد أقفلت ولا يوجد نتيجة فاعلم أن للكون مدبراً، وأن لله يداً تعمل في الخفاء، فدعها تعمل ولا تتعجلها، فإن الله لا يعجل لعجلة عبده، وإنما يقضي الأمر في الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد، وبالطريقة التي يريد لا بالطريقة التي تريد.

<<  <  ج: ص:  >  >>