للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما أعد الله للسابقين من نعيم]

قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة:١٠ - ١١] أي: المقربون في الدنيا من الكتاب والسنة، ومقربون في الآخرة من الله ومن رسول الله.

قال تعالى: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ} [الواقعة:١٢ - ١٣]، أي: مجموعة ضخمة من أوائل الصحابة: {وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ} [الواقعة:١٤]، يعني: في آخر الأمة.

أول أهل الجنة دخولاً بعد رسول الله هم أمة الحبيب المصطفى، فنحن آخر الأمم وأول الأمم دخولاً إلى الجنة، حتى يقول رضوان: والله ما أمرت أن أفتح لأحد إلا لأتباع محمد، ثم لمن بعدهم، اللهم اجعلنا من أتباع محمد يا رب! قال تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} [الواقعة:١٣ - ١٥] أي: مدثرة بحرير مغلف بماء الذهب! قال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ} [الواقعة:١٦] يا أخي! هذا التقابل نعمة من النعم، لابد أن أرى وجهك وأنت تتكلم، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تحدث للصحابة أعطاهم وجهه، وأعطى كل واحد وجهه، حتى يظن كل جالس أن الرسول لا يهتم إلا به، انظر إلى أدب الحديث! وكأن الذي هو جالس يقول في نفسه: كأن الرسول ليس مهتماً بأحد غيري.

قال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} [الواقعة:١٦ - ١٧] الذين هم أولاد المسلمين الذين ماتوا صغاراً، وصبر عليهم آباؤهم، هؤلاء هم خدم أهل الجنة، مخلدون لا يموتون أبداً.

قال تعالى: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} [الواقعة:١٨] قلنا: إن الكوب الذي ليس له ممسك في الوسط، والإبريق: الشيء الذي له أذن وخرطوم يخرج منه الماء وغيره.

قال تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} [الواقعة:١٧ - ١٨] العرب لا تقول كلمة (كأس) إلا عند أن تكون مليئة بالخمر، ولكن خمر الآخرة غير خمر الدنيا، لا يحصل له في رأسه صداع أو سكر، ولا يحصل له أن رأسه يهتز، فخمر الجنة تشربه من كأس فقط؛ ولذلك الذي يشرب الخمر في الدنيا لن يشرب الخمر في الآخرة، بل بالعكس، من أدمن الخمر في الدنيا ولم يتب قال: (سقي من طينة الخبال يوم القيامة في النار، قالوا: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: عصارة أهل جهنم وحيضهم وصديدهم).

قال تعالى: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة:٢١] يا رسول الله! كيف يكون شكل هذه الطيور؟ قال: طيور لها أعناق كأعناق البخت، واقفة أمام العبد وشكلها جميل، ويخطر ببال العبد أنه يريد طيراً جميلاً مشوياً؛ فينزل الطير مباشرة في الطبق مشوياً، تقول: لو أنه كان محشياً؛ فينزل محشياً مثلما تريد، كل هذا سوف تلقاه، إذاً بالله عليك اصبر على طاعة الله، وواظب على دروس العلم.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة.

اللهم اجعل الجنة مآلنا اللهم اجعل الجنة مآلنا اللهم اجعل الجنة مآلنا اللهم أدخلنا الجنة بدون سابقة عذاب اللهم أدخلنا الجنة بدون سابقة عذاب اللهم أدخلنا الجنة بدون سابقة عذاب.

اللهم اختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وهداية، ولحظة الموت روحاً وراحة، وبعد الموت إكراماً ومغفرة ونعيماً.

أكرمنا يا رب ولا تهنا أعطنا ولا تحرمنا زدنا ولا تنقصنا كن لنا ولا تكن علينا آثرنا ولا تؤثر علينا انصرنا ولا تنصر علينا.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النار، اللهم أظلنا بظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، اللهم ثبت أقدامنا على الصراط يوم تزل الأقدام واسقنا من حوض الكوثر شربة لا نظمأ بعدها أبداً، وزحزحنا عن النار وما قرب إليها من قول أو عمل وقربنا من الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل واختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا رب تسليماً كثيراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>