للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الآيات التي تتحدث عن الجنة في سورة النبأ]

قال تعالى في سورة النبأ: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} [النبأ:٣١]، أي: أن أهل التقوى لهم فوز عند الله {حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} [النبأ:٣٢ - ٣٣]، كواعب جمع كاعب، أتراباً أي في سن واحد، فالرجل الذي عمره تسعين سنة يتكأ على العصا في الدنيا فيوم القيامة يكون سنه ثلاثاً وثلاثين سنة في الجنة، والمرأة التي تأتي معها مائة سنة سيكون عمرها ثلاثاً وثلاثين سنة.

{أَتْرَابًا} [النبأ:٣٣]، وجاءت امرأة عجوز إلى سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم وقالت: (يا رسول الله! ادع الله أن أكون معك في الجنة، قال لها: لن يدخل الجنة عجوز)، فجلست تبكي فقال: ألم تقرئي قول الله عز وجل: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} [النبأ:٣٣] أي: الكل في سن واحد.

{وَكَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ:٣٤]، الكأس الدهاق هو المعبأ، الذي يتعبأ على قدر حاجته، ويشرب أهل الجنة لا عن عطش لكن عن تلذذ، ويأكل أهل الجنة لا عن جوع بل عن تلذذ، ولو ظل أهل الجنة يأكلون ألف سنة فإن ذلك بقدرتهم.

{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا} [النبأ:٣٥]، أي: لا يوجد فيها لغو وهو الكلام الفارغ، ولا كذب، والكذب صعب أعاذنا الله.

{جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا} [النبأ:٣٦]، كل هذا رحمة من الله عز وجل، {رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ} [النبأ:٣٧ - ٣٨]، الروح: هو سيدنا جبريل، والملائكة صف لا يصدرون أي كلمة {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} [النبأ:٣٨ - ٣٩]، الذي يريد أن ينجو يتخذ مرجعاً إلى الله عز وجل في كل عمله في الدنيا، {إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} [النبأ:٤٠]، وهو يقول ذلك عندما يرى الحيوانات قد قضى الله بينها فيأمرها أن تكون تراباً، فيتمنى الكافر ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>