للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:

[النظر إلى وجه الله الكريم]

ينادي المنادي في أهل الجنة: إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، يقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار؟ هل هناك شيء أكثر من هذا؟ فبينا هم كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنة، فرفعوا رءوسهم فإذا الجبار جل جلاله وتقدست أسماؤه قد أشرف عليهم من فوقهم يقول: يا أهل الجنة! سلام عليكم، {سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس:٥٨].

فيقولون: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام! ويسجد الجميع، فيقول: يا عبادي ارفعوا رءوسكم هنا دار جزاء لا دار عمل.

يا عبادي! لأسمعنكم صوتاً ما سمعتموه من قبل، قم يا داود! رتل مزامير الزبور، فقد كان سيدنا داود من جمال صوته يتوقف الماء عن الجريان عندما كان يرتل، وكان الجبال والطير تسبح وتؤوب مع داود عليه السلام، قال تعالى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} [سبأ:١٠]، ومن شدة حلاوة صوت داود يقولون: لا يوجد أجمل من هذا ولم يحصل مثله.

فيقول الله تعالى: أسمعتم صوتاً أجمل من هذا؟ يقولون: وعزتك وجلالك ما سمعنا، يقول: وعزتي وجلالي لأسمعنكم أجمل منه، قم يا حبيبي يا محمد! عليه الصلاة والسلام رتل عليهم سورة طه، فتسمع طه من فم طه وما أحلاها، وإذا بالله عز وجل يكشف عن وجهه الكريم ويقرأ عليهم سورة الرحمن، فيتجلى الرب لهم ويضحك إليهم، ويقول: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب؟ أين الذين لم يروني ولكن كانوا يعبدونني؟ والله إنا نراك يا رب! في كل وقت وحين، وفي كل حركة وسكنة، وفي النبات وفي الحشرة وفي جريان الماء وفي قوة الجبال وقوة الرياح وفي السماوات وما فيها، وفي الأجرام وفي الأرض وفي اليابسة وفي المحيطات وفي عالم البحار وفي الجو العادي وفي الأكسجين.

وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد يقول الله تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني فهذا يوم المزيد؟ فيقولون مجتمعين على كلمة واحدة: يا رب! قد رضينا فارض عنا، فيقول: يا عبادي! إني رضيت عنكم، فهل رضيتم عني؟ ويقول تعالى: يا أهل الجنة! لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد فاسألوني، فيجتمعون على كلمة واحدة، فيقولون: أرنا وجهك الكريم ننظر إليك.

فيكشف الله لهم الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لو قضى أن يحترقوا لاحترقوا.

ولا يبقى في المجلس أحد إلا وحاضره الله محاضرة.

يعني: حتى يقول كل واحد منهم: إن الله يكلمني أنا لوحدي فقط، فيذكر الله العبد ببعض غدراته في الدنيا، ويقول له: أتذكر يوم كذا، عملت كذا وكذا، وتذكر يوم كذا، أخطأت في كذا وكذا، فيقول العبد: يا رب! ألم تغفر لي؟ فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.

قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:٢٢ - ٢٣] وعندئذ يقول الله عز وجل: يا ملائكتي هؤلاء هم عبادي وجيراني وأهلي ووفدي أطعموهم واكسوهم واسقوهم وطيبوهم.

فتأتي السحاب فوقك وتمطر عليك ريح المسك، وترجع إلى أهل بيتك من الحور العين، فيقلن لك: لقد جئت إلينا بوجه أجمل من الوجه الذي تركتنا به، فتقول: وكيف لا أكون كذلك وقد جالسنا ربنا الملك سبحانه؟ فعندئذ يقول: يا عبادي! قد أسبغت عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً، قال تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} [التوبة:٧٢].

اللهم ارض عنا، اللهم ارض عنا، اللهم ارض عنا، اللهم ارض عنا، اللهم ارض عنا، اللهم ارض عنا، اللهم إن لم ترض عنا فاعف عنا، اللهم إن لم ترض عنا فاعف عنا، اللهم إن لم ترض عنا فاعف عنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، إنك سبحانك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت يا ربنا! وتعاليت، لك الحمد على ما أعطيت، ولك الشكر على ما أوليت، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك، نستغفرك ونتوب إليك.

نؤمن بك ونتوكل عليك، أنت القوي ونحن الضعفاء إليك، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنت القوي ونحن الضعفاء إليك، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنت القوي ونحن الضعفاء إليك، أنت الغني ونحن الفقراء إليك.

ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، ثبت أقدامنا على الصراط يوم تزل الأقدام، ثبت أقدامنا على الصراط يوم تزل الأقدام، زحزحنا عن النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وقربنا من الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، واسقنا من حوض الكوثر شربة لا نظمأ بعدها أبداً.

متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم.

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم.

دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

ونصلي ونسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص: