للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معنى الصلاة على النبي وآله وأصحابه]

قوله: (وصلى الله على محمد) صلاة الله على عبده أحسن ما قيل في تفسيرها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي العالية - وهو تابعي جليل- قال: صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، فأنت تدعو الله وتسأله أن يصلي على نبيه، أي: يثني عليه في الملأ الأعلى، تقول: اللهم أثني على عبدك ورسولك محمد في الملأ الأعلى.

وهم الملائكة.

قوله: (وعلى آله) آله هم أتباعه على دينه، ويدخل في الآل ذريته وقرابته والمؤمنون وأزواجه والصحابة كلهم، وتطلق الآل على الذرية الأقارب، ويشمل الأزواج وأتباعه على دينه إلى يوم القيامة، فكل من تبعه على دينه فهو من آله عليه الصلاة والسلام، والصحابة يدخلون في ذلك دخولاً أولياً.

قوله: (وأصحابه الكرام) عطف الأصحاب على الآل من عطف الخاص على العام، فالصحابة صلى عليهم مرتين: مرة بالعموم في قوله: (وعلى آله) والمرة الثانية بالخصوص في قوله: (وأصحابه).

قوله: (الكرام) يعني: الذين اتصفوا بصفة الكرم، والصحابة لا شك أنهم أكرم الناس بعد الأنبياء، ومن كرمهم: أنهم سبقوا إلى الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله، وإنفاق أموالهم، وبذلوا علمهم، ونشروا دين الله، وبذلوا أرواحهم رخيصة في الجهاد في سبيل الله، وبذلوا أموالهم في سبيل، هل هناك أعظم من هذا الكرم؟! فالصحابة أكرم الناس بعد الأنبياء، رضي الله عنهم وأرضاهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>