للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سبب العمل للهداية وقد سبقت في علم الله]

السؤال

إذا كان الله جل وعلا قد أراد الهداية وشاءها، فلماذا يعمل العباد بالدعوة إلى الله مع أن الله يعلم أن هذا الإنسان سوف يهديه، وأن هذا سوف يضله؟

الجواب

الصحابة استشكلوا هذا، وقالوا: (يا رسول الله! ما يكدح الناس فيه ويعملون؟ هل في شيء مستقبل مستأنف أو في شيء فرغ منه؟ قال: في شي فرغ منه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فسييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فسييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:٥ - ١٠]).

فهذا مغيب عنك والقدر إلى الله، وهو ليس من شئونك، أنت عبد مأمور، أما القدر فهو إلى الله فلا تنظر إليه، وعليك أن تجتهد في أداء الواجبات وترك المحرمات، وامتثل أوامر الله واجتنب نواهيه، وخل القدر، فالقدر من شئون الله وليس من شئونك.

<<  <  ج: ص:  >  >>