للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر خبر النزول المتواتر]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وخبر نزول الرب كل ليلة إلى السماء الدنيا خبر متفق على صحته، مخرج في الصحيحين من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة.

أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك.

وحدثنا أبو بكر بن زكريا حدثنا أبو حاتم مكي بن عبدان -وفي نسخة أخرى: علي بن عبيدان - حدثنا محمد بن يحيى قال: ومما قرأت على ابن نافع وحدثني مطرف عن مالك رحمه الله.

وحدثنا أبو بكر بن زكريا أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم باكويه حدثنا يحيى بن محمد حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب الزهري عن أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى سماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟)].

هذا الحديث هو من الأحاديث المتواترة في الصحاح والسنن والمسانيد، وفيه إثبات نزول الرب في ثلث الليل الآخر وهو أفضل الأوقات.

وجاء في الحديث الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيام صيام داود، وأفضل الصلاة صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه) وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً يفعل مثلما يفعل داود، وأحياناً يقوم ثلث الليل.

وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل قام يصلي).

وفي حديث صفة صلاة نبي الله داود المتقدم أنه كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، أي: السدس الرابع والخامس، وينام سدسه، أي: السدس السادس؛ حتى يتقوى بنومه على أعمال النهار.

وفي هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:) ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر) وهو السدس الخامس والسادس.

وعلى هذا يكون النصف الأخير من الليل كله فاضل، وهو السدس الرابع والخامس والسادس؛ فالسدس الرابع والخامس فيه قيام داود، والسدس الخامس والسادس ثلث الليل العام.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا وهذا، بل كان عليه الصلاة والسلام إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل قام للصلاة.

وبهذا يتبين أن النصف الأخير من الليل كله فاضل -السدس الرابع والخامس والسادس- فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء أوى إلى فراشه، فإذا انتصف الليل أو قبله بقليل قام.

أما نحن فلا ننام إلا إذا جاء ثلث الليل الأخير، نسهر طوال الليل فإذا جاء الوقت الفاضل وقت النزول الإلهي نمنا، فنشكوا إلى الله سوء حالنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>