للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القول بأنه ليس القرآن في المصحف]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وكذلك من قال: ليس القرآن في المصحف، وإنما في المصحف مداد وورق أو حكاية وعبارة، فهو مبتدع ضال، بل القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو ما بين الدفتين، والكلام في المصحف على الوجه الذي يعرفه الناس له خاصية يمتاز بها عن سائر الأشياء].

قوله: (من قال: ليس القرآن في المصحف، وإنما في المصحف مداد وورق أو حكاية وعبارة، فهو مبتدع ضال) هذا الكلام يقوله الأشاعرة والكلابية، فالأشاعرة يقولون: ما في المصحف عبارة عن كلام الله وليس كلام الله، والكلابية يقولون: ما في المصحف حكاية عن كلام الله، ويقولون: كلام الله معنى قائم بنفسه، وأما المصحف فليس فيه كلام الله -والعياذ بالله- حتى إن بعض الفسقة يغلو ويدوس المصحف بقدميه، ويقول ليس فيه كلام الله؛ فكلام الله في نفسه لا يسمع، وهذا من أبطل الباطل، ويقولون: إن المصحف ليس فيه إلا مداد وورق، وحكاية وعبارة عن كلام الله، أما كلام الله فهو في نفسه لا يسمع، وليس بحرف ولا صوت، وهذا بدعة وضلال، وهو قول المبتدعة والضلال من الأشاعرة والكلابية.

وأما القول الحق فيقول: بل القرآن الذي أنزله الله على محمد هو ما بين دفتي المصحف، والكلام في المصحف على الوجه الذي يعرفه الناس له خاصية يمتاز بها عن سائر الأشياء، فالمسلمون يقولون: إن هذا المصحف فيه كلام الله فيحترمونه ويعظمونه ويرفعونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>