للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أمثلة للمنكر الذي يجب النهي عنه]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وأما المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله فأعظمه الشرك بالله وهو: أن يدعو مع الله إلهاً آخر إما الشمس وإما القمر، أو الكواكب، أو ملكاً من الملائكة، أو نبياً من الأنبياء، أو رجلاً من الصالحين، أو أحداً من الجن، أو تماثيل أشخاص معينين أو قبورهم أو غير ذلك مما يدعى من دون الله أو يستغاث به أو يسجد له، فكل هذا وأشباهه من الشرك الذي حرمه الله على لسان جميع رسله].

وهذا هو أعظم المنكرات.

والمنكر القاعدة فيه هي: كل ما نهى الله عنه ورسوله، وأعظم المنكرات الشرك بالله، كما أن أعظم الأوامر توحيد الله.

ثم يلي أعظم الأوامر بعد التوحيد الصلوات الخمس، وأعظم المنهيات الشرك ويليه قتل النفس، ولهذا بين المؤلف أن أعظم المنكرات الشرك الذي نهى الله عنه ورسوله، وله أمثلة: أن يدعو الإنسان مع الله إلهاً آخر، كأن يدعو الشمس أو القمر أو الكواكب، أو يدعو ملكاً أو نبياً أو رجلاً صالحاً أو جنياً أو تماثيل أو طقوس يدعوها من دون الله أو يسجد لها أو يستغيث بها فكل هذا من الشرك.

ثم يليه بعد ذلك قتل النفوس.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقد حرم الله قتل النفس بغير حقها، وأكل أموال الناس بالباطل إما بالغصب وإما بالربا، أو الميسر كالبيوع والمعاملات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وتطفيف المكيال والميزان، والإثم والبغي بغير الحق].

فكل هذه أمثلة للمنكر، وأعظمها بعد الشرك قتل النفس، ثم أكل المال بالباطل عن طريق الغصب أو الربا أو الميسر أو الغش أو الخداع وتنفيق السلعة بالحلف الكاذب وجحد الدين والحق فكل هذا من المنكرات، والبيوع والمعاملات التي نهى الله عنها ورسوله، وقطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وتطفيف المكيال والميزان، والإثم والبغي بغير الحق فكل هذه أمثلة للمنكرات.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وكذلك مما حرمه الله تعالى أن يقول الرجل على الله ما لا يعلم، مثل أن يروي عن الله ورسوله أحاديث يجزم بها وهو لا يعلم صحتها، أو يصف الله بصفات لم ينزل بها كتاب من الله ولا أثارة من علم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كانت من صفات النفي والتعطيل مثل قول الجهمية: إنه ليس فوق العرش ولا فوق السماوات، وإنه لا يرى في الآخرة، وإنه لا يتكلم ولا يحب، ونحو ذلك مما كذبوا به الله ورسوله، أو كانت من صفات الإثبات والتمثيل مثل من يزعم أنه يمشي في الأرض أو يجالس الخلق أو أنهم يرونه بأعينهم، أو أن السماوات تحويه وتحيط به، أو أنه سار في مخلوقاته إلى غير ذلك من أنواع الفرية على الله].

وهذه كذلك من الأمثلة للمنكر، وأكثر الأمثلة التي ذكرها المؤلف هنا تعتبر من الكفريات، قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:٢٨].

فالقول على الله بلا علم جعله الله فوق الشرك؛ لأنه يدخل في الشرك وغيره.

ومن يروي أحاديث يجزم بها وهو لا يعلم صحتها فهذا من الكذابين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حدث عني حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين أو الكذابين).

كذلك من وصف الله بصفات لم ينزل بها كتابه، وسواء كانت من صفات النفي أو التعطيل مثل قول الجهمية: إنه ليس فوق العرش ولا فوق السماوات إله! فهذا كفر وردة، فقد كفر العلماء من أنكر علو الله على خلقه، وكذلك من قال: إن الله لا يُرى في الآخرة، كفره الأئمة كذلك.

ومن صفات الإثبات والتمثيل مثل من يزعم أن الله يمشي في الأرض، أو أن الله يجالس الخلق، أو أنهم يرونه بأعينهم أو أن السماوات تحويه وتحيط به، أو أنه سار في المخلوقات مثلما يقوله الاتحادية، يقولون: إن الله سارٍ في المخلوقات مثلما يسري الدهن ويسري الماء في العود، ومثلما تسري النار في الفحم! فهذا كفر وردة، وكلها أقوال كفرية.

نعوذ بالله.

وهي من أعظم الفرية على الله.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وكذلك العبادات المبتدعة التي لم يشرعها الله ورسوله، كما قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:٢١]، فإن الله شرع لعباده المؤمنين عبادات فأحدث الشيطان عبادات ضاهاها بها مثل أنه شرع لهم عبادة الله وحده لا شريك له، فشرع لهم شركاء وهي عبادة ما سواه والإشراك به، وشرع لهم الصلوات الخمس وقراءة القرآن فيها والاجتماع له، والاجتماع لسماع القرآن خارج الصلاة أيضاً فأول سورة أنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:١]، أمر في أولها بالقراءة وفي آخرها بالسجود بقوله: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق:١٩]].

وهذه أيضاً أمثلة للعبادات المبتدعة التي لم يشرعها الله ورسوله، كما قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:٢١] فلو شرع الإنسان لنفسه بأن يتعبد لله بزيادة ركعة في الصلوات ففي الرباعية صلى خمساً، أو في الثلاثية صلى أربعاً، أو شرع لنفسه صلاة ثالثة، فكل هذا من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، وقد تكون كفراً وضلالاً، ثم بين أن الله شرع لعباده المؤمنين عبادات، فأحدث لهم الشيطان عبادات ضاهاها بها، يعني: ماثلها، فالله تعالى شرع لعباده عبادات، والشيطان أحدث لأوليائه عبادات يماثلون ويضاهون بها ما شرع الله، ومثال ذلك: أنه شرع لهم عبادة الله وحده لا شريك له، وشرع الله لهم أن يعبدوه ويخلصوا له العبادة، فشرع الشيطان لهم شركاء وهي عبادة ما سواه والإشراك به.

وشرع الله للمسلمين الصلوات الخمس، وقراءة القرآن والاستماع للقرآن خارج الصلاة، فأول سورة أنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:١]، أمر الله في أولها بالقراءة وفي آخرها: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق:١٩].

فالشيطان يشرع لهم أشياء تضاهي هذه العبادات حتى تخرجهم من السنة إلى البدعة.

كل هذه أمثلة للمنكرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>