للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخيرية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم]

قوله رحمه الله تعالى: (وجعلهم خير أمة أخرجت للناس).

هذه الأمة جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، أي: خير الأمم، لكن هذه الخيرية مقيدة بما وصف الله به هذه الأمة في قوله عز وجل في سورة آل عمران: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:١١٠]، بهذه الصفات كانوا خير أمة أخرجت للناس، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله، وقدم الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعظم شأنهما وأهميتهما، وإلا فإن الإيمان مقدم؛ لأنه أصل الدين وأساس الملة، فمن تحققت فيه هذه الصفات حصلت له الخيرية، ومن فاتته هذه الصفات فاتته الخيرية.

وقوله رحمه الله تعالى: (فهم يوفون سبعين أمة هم خيرها وأكرمها على الله) جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها)، وفي رواية: (إنكم توفون سبعين أمة يوم القيامة أنتم خيرها وأكرمها على الله) أي: هذه الأمة توفي سبعين أمة، وهذه الأمة هي خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل، وهذا بفضل الله تعالى وإحسانه إلى هذه الأمة حيث كان نبيها خير الأنبياء وآخرهم.

قال: (وجعلهم أمة وسطاً) أي: عدلاً وخياراً عدلاً جمع عادل، والوسط يأتي بمعنى الشيء الذي يكون بين الطرفين، ويأتي بمعنى الخيار، فالمراد بالوسطية هنا الخيرية، وهذا مأخوذ من قول الله عز وجل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة:١٤٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>