للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وصف اليهود لله تعالى بصفات المخلوق]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وكذلك في صفات الله تعالى، فإن اليهود وصفوا الله تعالى بصفات المخلوق الناقصة، فقالوا: هو فقير ونحن أغنياء، وقالوا: يد الله مغلولة، وقالوا: إنه تعب من الخلق فاستراح يوم السبت، إلى غير ذلك].

إن اليهود -قبحهم الله- وصفوا الله بصفات المخلوق، فقد أخبر الله عنهم بأنهم وصفوا الله بأنه فقير، قال الله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران:١٨١] قال الله: {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} [آل عمران:١٨١]، وهذا تهديد ووعيد شديد.

وكذلك أخبر الله عنهم أنهم قالوا: يد الله مغلولة، فرد الله عليهم بقوله: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة:٦٤].

وقالوا أيضاً: إنه تعب من الخلق فاستراح يوم السبت؛ لأن الله تعالى خلق الخلق في ستة أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة، والسبت ليس فيه خلق، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [ق:٣٨] وأولها الأحد وآخرها الجمعة، وأما السبت فليس فيه خلق، فقالت اليهود -قبحهم الله-: إن الله لما خلق الخلق في ستة أيام تعب واستراح في اليوم السابع، وهو يوم السبت، فأنزل الله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق:٣٨]، أي: من تعب وإعياء.

فهذه مقالات شنيعة لولا أن الله ذكرها في كتابه عنهم لما صدق المسلم أن أحداً يتجرأ ويقول هذا على الله، فكيف يتجرأ هؤلاء الكفرة ويقولون: إن الله فقير، ويقولون: يد الله مغلولة، ويقولون: إن الله تعب واستراح يوم السبت؟! وكون السبت ليس فيه خلق في ذلك حكمة بالغة، وما جاء في صحيح مسلم من أن الله خلق الخلق في سبعة أيام فهذا الحديث حصل فيه خطأ وإن كان في صحيح مسلم، فقد حصل خطأ في رفعه، فالحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو مأخوذ عن كعب الأحبار، وكعب الأحبار من بني إسرائيل، أسلم وكان يحدث عن بني إسرائيل.

فاليهود وصفوا الله بصفات المخلوق الناقصة، ومن ذلك: أنهم وصفوا أنفسهم بالغنى ووصفوا الله بالفقر، وقال الله عنهم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة:٦٤]، قبحهم الله، بل يده سحاء الليل والنهار، لا تنقص خزائنه، ولا يفنى ما عنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>