للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرح حديث: (بعث رسول الله أسيد بن حضير وناساً يطلبون قلادة كانت لعائشة)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب: فيمن لم يجد الماء ولا الصعيد.

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو معاوية قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيد بن حضير وناساً يطلبون قلادة كانت لـ عائشة نسيتها في منزل نزلته، فحضرت الصلاة وليسوا على وضوء، ولم يجدوا ماء، فصلوا بغير وضوء، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: جزاك الله خيراً، فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله لك وللمسلمين فيه خيراً)].

هذه الترجمة، (باب: فيمن لم يجد الماء ولا الصعيد) ترك المؤلف فيها الحكم يستنبط من الحديث؛ لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم.

والصواب: أن من لم يجد الماء ولا الصعيد فإنه يصلي ولا يعيد؛ لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:١٦]، وهكذا يفعل من عدم الماء والتراب، فمن حبس في محل لا ماء فيه ولا تراب صلى على حسب حاله، وكذلك من صلب على خشبه، فإنه يصلي وصلاته صحيحة ولا يعيد؛ لقول الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:١٦].

وقال بعض أهل العلم: إنه يعيد إذا وجد الماء أو التراب، والصواب: أنه لا يعيد؛ لأن الإنسان لا يكلف بالصلاة مرتين.

وفي هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل رهطاً يبحثون عن عقد عائشة، فحضرت الصلاة وليسوا على ماء، ولم يشرع التيمم بعد، فصلوا بغير وضوء، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة.

فدل على أن من فقد الماء والتراب فإن صلاته صحيحة، وهو المسمَّى: فاقد الطهورين.

<<  <  ج: ص:  >  >>