للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شرح حديث عائشة: (كان رسول الله يدعوني فآكل معه وأنا عارك)]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب مؤاكلة الحائض والشرب من سؤرها.

أخبرنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف قال: أخبرنا يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه شريح أنه سأل عائشة: هل تأكل المرأة مع زوجها وهي طامث؟ قالت: نعم (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني فآكل معه وأنا عارك، كان يأخذ العرق فيقسم علي فيه فأعترق منه ثم أضعه فيأخذه فيعترق منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من العرق، ويدعو بالشراب فيقسم علي فيه من قبل أن يشرب منه، فآخذه فأشرب منه ثم أضعه فيأخذه فيشرب منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من القدح).

أخبرني أيوب بن محمد الوزان قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن الأعمش عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع فاه على الموضع الذي أشرب منه، ويشرب من فضل شرابي وأنا حائض)].

هذان الحديثان فيهما بيان ما ترجم له المؤلف رحمه الله من مؤاكلة الحائض والشرب من سؤرها، وأن سؤر الحائض طاهر وعرقها وريقها طاهر، وقولها: (عارك) يعني: حائض.

وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وحسن معاشرته لأهله، والعرق هو العظم الذي فيه بقية لحم.

وفي إسناد الحديث الأول: (أخبرنا يزيد بن مقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه شريح)، فـ شريح جده، وليس أباه، وقد وقع في النسخة النظامية: (عن أبيه عن شريح)، ولعل هذه النسخة الهندية أثبت، وإلا فيكون في الإسناد انقطاع، إلا إذا كان سمع الملقي: جده شريح، وحينئذ لا إشكال.

<<  <  ج: ص:  >  >>