للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما جاء في التيمم لمن يجد الماء بعد الصلاة]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب التيمم لمن يجد الماء بعد الصلاة أخبرنا مسلم بن عمرو بن مسلم حدثني ابن نافع عن الليث بن سعد عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد: (أن رجلين تيمما وصليا ثم وجدا ماء في الوقت، فتوضأ أحدهما وعاد لصلاته ما كان في الوقت ولم يعد الآخر، فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال للذي لم يعد: أصبت السنة، وأجزأتك صلاتك، وقال للآخر: أما أنت فلك مثل سهم جمع)].

يعني: أنه جمع فيها أجر الصلاتين, وكان له الأجر مرتان: أجر صلاته، وأجر اجتهاده، والأول أصاب السنة، والذي أصاب السنة أفضل؛ لأن الذي أصاب السنة أجره غير محدد، أما هذا فله الأجر مرتان.

قال السيوطي رحمه الله: (مثل سهم جمع) قال في النهاية: أي له سهم من الخير جمع فيه حظان، والجيم مفتوحة، وقيل: أراد بالجمع الجيش، أي: سهم الجيش من الغنيمة.

وقال غيره: سئل ابن وهب ما هو تفسير جمع؟ قال: يعني: أن له أجر الصلاة مرتين، ولم يرد جمع الناس بالمزدلفة، ويؤيد هذا التفسير ما روي عن المنذر بن الزبير أنه قال في قصة له: إن لـ فاطمة ابنتي بغلتي الشهباء وعشرة آلاف درهم، ولابني محمد سهم جمع، فقال: نصيب رجلين.

والمقصود: أن من أصاب السنة فهو الأفضل، وهذا له أجران على اجتهاده: أجر على الصلاة، وأجر لاجتهاده.

[أخبرنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله عن ليث بن سعد قال: حدثني عميرة وغيره عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار: (أن رجلين) وساق الحديث.

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى أخبرنا خالد حدثني شعبة أن مخارقاً أخبرهم عن طارق: (أن رجلاً أجنب فلم يصل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: أصبت، فأجنب رجل آخر فتيمم وصلى فأتاه، فقال نحواً مما قال للآخر) يعني: أصبت].

قوله: (فلم يصل) هذا مجمل تفسره الأحاديث الأخرى، والمراد: أنه لم يصل انتظاراً للماء، وهذا الحديث بعضهم يفصله في الحاشية، ولا يجعله في الصلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>