للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سلام الرجل على أهله إذا دخل عليهم]

لا يجب الاستئذان عند الدخول على الزوجة، ويستحب الاستئذان، ويستحب أن يسلم الرجل على أهله إذا دخل منزله، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله)، وهذا الحديث فيه كلام لكنه يتقوى بشواهده.

ويروى عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بني! إذا دخلت على أهلك فسلم يكن سلامك بركة عليك وعلى أهل بيتك).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن للإسلام صوىً ومناراً كمنارات الطريق إلى أن قال: وأن تسلم على أهلك إذا دخلت عليهم، وأن تسلم على القوم إذا مررت بهم، فمن ترك من ذلك شيئاً فقد ترك سهماً من الإسلام، ومن تركهن كلهن فقد ولى الإسلام ظهره).

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة كلهم ضامن على الله: وفيه: ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله)، وفي بعض الروايات: (ثلاثة كلهم ضامن على الله: إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة: من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله)، ومعنى ضامن أي: صاحب الضمان، كما تقول: تامر ولابن، أي: صاحب التمر واللبن، فمعنى قوله: (ثلاثة كلهم ضامن على الله): أنه في رعاية الله، فكلمة (على) تتضمن معنى الوجوب والمحافظة، وذلك على سبيل الوعد من الله سبحانه وتعالى بأن يكلأه من الضرر في الدنيا والدين.

وعن المقداد رضي الله عنه: (أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً، ويسمع اليقظان)، وهذا من الآداب التي ينبغي أيضاً أن تراعى، فإن كان هناك أناس نائمون فلا ينبغي إزعاجهم بالأصوات، ولكن يسلم تسليماً لا يوقظ نائماً، ويسمع اليقظان.

وعن أبي الزبير أنه سمع جابراً يقول: إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة، قال: ما رأيته إلا يوجبه -يعني: يوجب رد السلام- قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء:٨٦]، وقال قتادة: إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك، فهم أحق من سلمت عليهم.