للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موقف الإسلام من الشرك وذرائعه]

وإذا تأملنا في حال الشجرة التي بويع تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، وهي شجرة ذات بعد تاريخي حقيقي، نجد أن عمر رضي الله تعالى عنه عندما خاف من أن تكون ذريعة إلى الشرك، اقتلعها من جذورها، فكيف بـ بوذا المعبود من دون الله؟! فبعد أن: كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا صرنا نرى الأصنام من حجر فنرفعها لنرضي بعدها الكفارا فليعلم بالضرورة أن الإسلام هو دين التوحيد، وأنه عدو الأصنام، يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:٣٦].

وحينما نقول: (الإسلام) فلا نقصد رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام فحسب، وإنما الإسلام الدين الوحيد الذي نزل من السماء على جميع الأنبياء والمرسلين عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:٣٦]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:٢٥].

جاء خاتم الرسل والنبيين صلى الله عليه وسلم فنشر الله به التوحيد، وأعلى مناره، ودك به حصون الشرك ومحى أثره.

ثم إن الإسلام ازداد غربة يوماً بعد يوم إلى أن صارت قطعيات الدين وقطعيات التوحيد محل نقاش وسؤال عند كثير من الجهلة، مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ).

ونقول ما قاله بعض العلماء الأفاضل: لا يشك صبيان أهل التوحيد وأطفالهم في أن مثل هذا العمل من أعظم القربات وأجل الطاعات، وهو ما بعثت له الأنبياء وأرسلت الرسل، وما كنا نظن أن يأتي زمان نحتاج فيه إلى أن نثبت بالأدلة أن هدم الأوثان والأصنام وأوكار الشرك من أعظم واجبات الدين، ولكننا في زمن أتى بالعجائب.