للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من وسائل علاج الحاسد لنفسه الزهد في الدنيا]

كذلك مما يعالج به الحاسد نفسه: الزهد في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء).

فالدنيا هموم متراكمة، وغموم متلاطمة، حلالها حساب، وحرامها عذاب، وهي خرق وتراب، وصور وخراب، فلا وجه للمنافسة فيها عند العقلاء، بل الذي ينافس ينافس في المقاصد العلية، فإن الله يحب معالي الأمور، ويكره سفسافها، فهذا الشخص يحسد على حطام الدنيا وزينتها، أما قوام الليل وصوام النهار فلا يلتفت إليه، ولا يعيره انتباهاً، ولا يحسده على هذه النعمة، لكن يحسد على ما يزول ويفنى.