للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهداف دعاة تحرير المرأة، وذكر بعض أقوالهم]

سنسلك مسلك من يبدأ من الأخير، وبعد ذلك الذاكرة ترجع وتأتي من البذرة، فسنبدأ بالحصاد ونقول: إن الإنسان أول ما يقرأ ردود الأفعال بشأن المؤتمر الأخير هذا -مؤتمر مائة عام على تحرير المرأة العربية- فأول كلمة يقولها الإنسان: آمنت بأن الله سبحانه وتعالى حليم صبور فلولا حلم الله سبحانه وتعالى لاندكت الأرض من تحتنا؛ لأن الإلحاد والكفر قد وصل إلى هذا المدى، والله سبحانه وتعالى حليم يعطيهم فرصة ويمهلهم لعلهم يتوبون ولعلهم يستعتبون، وكم كانت الحياة سعيدة هادئة مريحة قبل هذه الحركة النسوية المشئومة! وهذا المؤتمر انعقد ما بين (٢٣ - ٢٨ أكتوبر) يعني لمدة ستة أيام، عقد خلالها أكثر من ستين ندوة ومائة مائدة ومائدة مستديرة وجلسات شهادة، وحين تقرأ كلامهم تحس أن المتكلم حاقد على الدين حاقد على الإسلام.

وقد أتت شاذات الآفاق من هؤلاء النسوة المنحلات، أتين من الشام ومن المغرب، ومن الشمال ومن الجنوب، أتين ليصفين حسابهن مع الإسلام ومع دين الله عز وجل! والحقيقة أنه تصدى لهن في المؤتمر ناس عاديون ليسوا متطرفين مثلنا، وبالعكس، فلقد قامت واحدة من الصحفيات وهي متبرجة تماماً في غاية التبرج فكتبت في الأهرام الأدبي تنتقد هذا المؤتمر؛ لأن الصاع اشتط والكيل طفح، إلى حد أن هؤلاء الذين لا يتهمون بالتطرف ولا بالأصولية ما أطاقوا هذا الفجور وهذا الانفجار.

وقد كان هناك مؤتمر حصل أيضاً في اليمن قريباً، وكان عن جندرة اللغة، وجندرة اللغة يبدو من السياق أنهم يريدون بها عملية تأنيث اللغة، ويتهمون اللغة العربية بأنها منحازة للرجال، ووصل الإلحاد بإحدى الملحدات الكافرات من اليمنيات الخبيثات إلى أنها -والعياذ بالله- قالت كلاماً شنيعاً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنا في حكايته، لكن وصل إلى حد أنها تريد التعبير عن الله سبحانه وتعالى بغير لفظ (هو)! فرد عليها رئيس تحرير جريدة (عقيدتي) التابعة للحزب الوطني وغضب غضباً شديداً ووقف واعترض اعتراضاً شديداً، فهذا الإلحاد هو الحصاد! وقد كان الناس من زمن يكتبون ويقولون: سوف يحصل.

والعلماء لما تصدوا لـ قاسم أمين كانوا يقولون: سدوا الذرائع.

لأنهم أشفقوا من المستقبل، فكانت هذه الأمور متوقعة، أما الآن فنحن رأينا الحصاد ولمسناه بأيدينا.

وقد حاول أحد الصحفيين أن يحتج بالنصوص الشرعية، وأن يذكرهم بقول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء:٣٤]، وبأحكام الحجاب وتطبيق الشريعة، فهاجمه الفنان التشكيلي عدلي رزق الله ووصفه بالجحش، وأنه جاهل؛ لأنه يستدل بآيات قرآنية! وقد هاجمت سلوى بكر تطبيق الشريعة في السعودية قائلة: إن محاولة إرهاب المواطنين -الحدود أصبحت إرهاباً- بقطع اليد عقاباً على السرقة وجلد الزاني والزانية هي أمور رجعية لم تعد صالحة لهذا العصر! وأتحدى أن يأتوا بعالم واحد على وجه الأرض لا يكفر من يقول هذا.

والكاتبة الكويتية ليلى العثمان كانت هناك تعليمات بعدم التدخين فلم تستطع أن تستحمل وهي على المنصة، فأشعلت أول سيجارة وتبعها الباقي على هذه السنة، وقد كانت تحاكم في الكويت بتهمة الفجور والخروج على الأدب، فقالت: إن من حق المرأة أن تكتب عما يتعلق بالفواحش والسياسة والدين كما يفعل الرجل تماماً! وهذا الدكتور جابر عصفور يقول: الحجاب مسألة ثانوية لا نشغل أنفسنا بها، ومن حق المرأة أن تختار ما تريد بدون ضغط عليها! وهذا الدكتور محمد حافظ ذياب يقول: الحجاب أنواع: هناك الحجاب السلفي، والحجاب التكفيري، والحجاب الإخواني، هذا الحجاب يتعامل مع الجسد باعتبار أنه خطيئة، ويقول: إنه حجاب واسع فضفاض داكن يلائم كل الأغراض السياسية والاجتماعية، وأحياناً يتم استخدامه لتخبئة السلاح! وأنا حقيقة أختزل الكلام ولا أذكره بالنص؛ لأنه يوجد كلام لا أقوى على النطق به؛ لأنه كلام إباحي إلى أقصى مدى! وقد طالبت حياة الحضري -وهذه حذفت كثيراً من كلامها- بإلغاء إذن الزوج لسفر المرأة أو عملها، وإلغاء حق التأديب، والمساواة في الإرث بين الذكر والأنثى، وبين الزوج والزوجة ونحو ذلك!