للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عدم جواز إطلاق عبارة: الأديان السماوية]

الأمر الثاني الذي نستخلصه من هذه المقدمة: هو عدم جواز إطلاق عبارة: الأديان السماوية؛ لأنه لا يوجد أديان سماوية، وكيف تكون كلها أدياناً سماوية وهي متناقضة متعارضة؟! فالنصرانية تدعوا إلى التثليث والشرك بالله عز وجل، واليهودية فيها التشبيه وسب الأنبياء، وفيها الكثير من الضلال والانحراف.

وكيف أيضاً نصفها جميعاً بأنها أديان سماوية بصيغة الجمع؟ فهذا أيضاً خطأ؛ لأنه لا توجد أديان سماوية متعددة، فيمكن أن تقول لها: أديان، لكن لا تقل سماوية؛ لأن الأديان تشمل الدين الحق والدين الباطل، كقوله: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:٦]، وكقوله: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} [يوسف:٧٦].

أذاً: فكلمة الدين ككلمة الإله، فيها الحق وفيها الباطل، فيمكن أن تقول: الأديان بالجمع، وأما أن تقول: الأديان السماوية فلا يصح؛ لأن السماء لم ينزل منها إلا دين واحد فقط وهو دين الإسلام {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران:١٩]، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:٨٥]، فالدين لا يتعدد وإنما التعدد في الشرائع والرسالات، فمن الممكن أن تقول: الرسالات السماوية، وتعني: رسالة عيسى، ورسالة موسى، ورسالة نوح، وهكذا، أو تقول: الشرائع السماوية، وتعني: شريعة محمد، وموسى، وعيسى، فهذه تختلف وتتعدد، فالأحكام العملية تختلف من نبي إلى آخر، كتفاصيل الصلاة والطهارة وأحكام الزواج والطلاق، وكيفية العبادات والأحوال الشخصية والأحكام عامة.