للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض الذين ردوا على قاسم أمين]

ولم يكتف دعاة الحق بالمقالات العنيفة، بل ألفوا حوالي مائة كتاب رداً على كتاب "تحرير المرأة" منها: "السنة والكتاب في حكم التربية والحجاب" لـ محمد إبراهيم القاياتي، و"الجليس الأنيس في التحذير عما في تحرير المرأة من التلبيس" للبولاقي، و"خلاصة الأدب" لـ حسين الرفاعي، و"نظرات في السفور والحجاب" للغلاييني، و" قولة المرأة" لـ مصطفى صبري شيخ الإسلام في الدولة العثمانية، و"رسالة في نشرات الحجاب" لـ مصطفى ندى، و"رسالة الفتى والفتاة" والعديد من هذه الكتب والرسائل التي يتعمد إخفاؤها.

وهناك شخصية مشهورة جداً قامت مع تأييد الحجاب، وهو محمد طلعت حرب الاقتصادي المعروف الذي اقترن اسمه -للأسف الشديد جداً- بشئون الاقتصاد الربوي، فإنه ألف أول كتاب في الرد على قاسم أمين، واسم الكتاب (تربية المرأة والحجاب) استنكر عليه دعوته وقال: إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا من قديم الزمان لغاية في النفس يدركها كل من وقف على مقاصد أوروبا في العالم الإسلامي.

ثم يقول: إنه لم يبق حائل دون هدم المجتمع الإسلامي في المشرق ولا في مصر وحدها إلا أن يطرأ على المرأة المسلمة التحويل، بل الفساد الذي عم الرجال في المشرق.

وهناك شخصية أخرى هامة جداً في هذا الموضوع، وهذا أيضاً مما يتعمد إخفاؤه، ونحن نحفظ من المدرسة عند أن كنا ندرس كتب التاريخ عيوب مصطفى كامل، فمن المشهور من عيوبه أنه كان يدافع عن الرابطة بالدولة العثمانية، وينادي ببقاء مصر ولاية عثمانية تحت حكم الخلافة العثمانية، هذا هو العيب المشهور عنه، لكن له عيب ثانٍ إن جاز التعبير، وهو أنه كان أشد أنصار الحجاب على الإطلاق في الساحة السياسية، ولم يتصد أحد لدعوة قاسم أمين بمراحله المختلفة مثلما فعل مصطفى كامل رحمه الله وعفا عنه، حيث كان مصطفى كامل يتحسس الأصابع الإنكليزية وراء حركة قاسم أمين التي يديرها النادي المشبوه، وهو صالون الأميرة نضلي، والذي كان يضم أذناب الاستعمار الإنكليزي، وقد قاوم مصطفى كامل هذه الدعوة المسمومة بشدة، حتى إنه أعلن عن فتح جريدة، وجعل صدر صحيفته (اللواء) منذ أول ظهورها لكل من يريد أن يطعن على قاسم أمين وأفكاره، وكان ينشر أي رد على قاسم أمين.