للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى التبرك وحقيقته]

قسم الدكتور علي قسّم البحث إلى بابين: الأول بعنوان: (التبرك المشروع) وتكلم فيه على التبرك المشروع بذات النبي صلى الله عليه وسلم، والتبرك المشروع بالأقوال والأفعال، والتبرك المشروع بالأمكنة، والتبرك المشروع بالأزمنة، والتبرك المشروع بالمطعومات وما في حكمها.

ثم الباب الثاني تكلم فيه عن التبرك الممنوع، ومهد له أولاً بالتبرك عند أهل الجاهلية الأولى، ثم التبرك الممنوع بالأمكنة والجمادات، والتبرك الممنوع بالأزمنة، والتبرك الممنوع بذوات الصالحين وآثارهم.

فنبدأ أولاً بذكر تمهيد في معنى التبرك وحقيقته.

قال في اللسان: قال الليث في تفسير: {تَبَارَكَ اللَّهُ} [الأعراف:٥٤]: يعني: تعظيم وتمجيد.

وتبارك بالشيء أي: تفاءل به.

وقال الزجاج في قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام:٩٢] قال: المبارك: ما يأتي من قبله الخير الكثير.

وقال أيضاً: تبركت به أي: تيممت به.

وقال الراغب: البركة: ثبوت الخير الإلهي في الشيء.

قال تعالى: {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف:٩٦]، وسمي بذلك لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البِرْكة؛ لأن الماء إذا كان في البركة يثبت فيها.

كذلك البركة؛ لأن الخير في هذا الفعل مبارك يثبت فيه ولا يزول، ولما كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحس على وجه قيل لكل ما يشاهد منه بطريقة غير محسوسة: هو مبارك، وفيه بركة.