للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مكان خروج الدجال]

يخرج الدجال من المشرق من بلاد فارسية يقال لها: خراسان، ففي الحديث الصحيح عن أبي بكر رضي الله عنه قال: حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الدجال يخرج من أرض بالشرق يقال لها: خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة).

لكن يظهر أمره للمسلمين عندما يصل إلى مكان بين العراق والشام، يقول عليه الصلاة والسلام: (إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً، يا عباد الله! فاثبتوا) وهذه وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم سأل الصحابة رضي الله عنهم النبي عليه الصلاة والسلام عن المدة التي يمكثها الدجال في الأرض فقال: (أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم) يوم كسنة يعني ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً، ويوم كشهر أي: ثلاثين يوماً، ويوم كجمعة سبعة أيام، ثم باقي أيامه سبع وثلاثين يوماً، فمجموعها يكون حوالى أربعمائة وتسعة وثلاثين يوماً، فهي أربعون يوماً لكن منها يوم مدته من الفجر إلى أن ينتهي ذلك اليوم سنة كاملة، ولذلك قال الصحابة رضي الله عنهم: (يا رسول الله! فذاك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟! قال: لا، اقدروا له قدره)، وبهذا الحديث يفتي العلماء الناس الذين يعيشون في الأماكن التي لا تكاد تغرب الشمس فيها إلا قليلاً جداً، فالليل تكون مدته عندهم ساعة أو أقل، فيفتونهم أن يقدروا مواقيت البلاد المعتدلة ويصلون بحسبها، وهذه الإجابة من الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: (اقدروا له قدره) تدل على أن هذا الطول طول حقيقي غير مجازي.