للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قصة تعذيب من أدخل التلفزيون على أهله]

ونحن سنذكر بعض القصص، ونذكركم قبل ذلك بقصة فيها زجر لكثير من الذين يتساهلون في الجلوس عاكفين كالعباد الخاشعين المتبتلين أمام هذا الصنم الذي ملأ البيوت (التلفزيون) وشقيقه (الفيديو) الذي ينتشر الآن في بيوت المسلمين، وفتن الناس به فتنة شديدة.

وهذه قصة يحكيها بعض الشيوخ في كتاب (قصص التائبين) يقول: شيخ كبير في السن كان سبباً في هداية أسرة كاملة كانت غافلة لاهية تقضي معظم وقتها أمام شاشة التلفاز، لمشاهدة الصور المحرمة ومسلسلات الحب والغرام والهيام، فما هي تفاصيل القصة؟ هذه القصة ذكرها الشيخ صالح المالك في موعظة له في المسجد نقلاً عن رجل كان من الحاضرين، وأشار إلى أن هذا هو الشخص الذي حكى لي هذه القصة.

يقول: في يوم من أيام شهر رمضان المبارك كنت نائماً في المسجد بعد صلاة الظهر، فرأيت فيما يرى النائم رجلاً أعرفه من أقاربي قد مات، ولم أكن أعلم أن في بيته تلفازاً، فجاءني فضربني بقدمه ضربة كدت أصرع من ضربته وقال لي: يا فلان! اذهب إلى أهلي وقل لهم: أخرجوا التلفاز من بيتي.

قال الشيخ: وكنت أرى هذا التلفاز في بيته وكأنه كلب أسود -والعياذ بالله-، فاستيقظت من نومي مذعوراً، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم وعدت إلى نومي، فجاءني في المنام مرة ثانية وضربني ضربة أقوى من الأولى، وقال لي: قم واذهب إلى أهلي وقل لهم: أخرجوا التلفاز من بيتي لا يعذبونني به، قال: فاستيقظت مرة ثانية وهممت أن أقوم، ولكني تثاقلت وعدت إلى نومي، فجاءني في المرة الثالثة وضربني في هذه المرة ضربة أعظم من الضربتين الأوليين وقال لي: يا فلان! قم واذهب إلى أهلي، وقل لهم: خلصوني مما أنا فيه، خلصك الله! قال: فاستيقظت من نومي وعلمت أن الأمر حقيقة، فلما صليت التراويح من ذلك اليوم ذهبت إلى بيت صاحبي -وهو قريب لي- فلما دخلت إذا بأهله وأولاده قد اجتمعوا على التلفاز ينظرون إليه وكأن على رءوسهم الطير -ينظرون إلى هذا الإله الجديد الصنم- فجلست، فلما رأوني قالوا مستغربين: ما الذي جاء بك في هذا الوقت، فليس هذا من عادتك؟! قال: فقلت لهم: جئت لأسألكم سؤالاً: لو جاءكم مخبر فأخبركم أن أباكم يعذب في قبره، هل ترضون بذلك؟! قالوا: لا، بل ندفع كل ما نملك مقابل نجاة أبينا من العذاب.

قال: فأخبرتهم بما رأيته في المنام من حال أبيهم، فانفجروا جميعاً بالبكاء، وقام كبيرهم إلى ذلك الجهاز (التلفاز) وكسره تكسيراً أمام الجميع معلناً التوبة، ولكن القصة لم تنته بعد! قال الشيخ: فرأيته بعد ذلك في النوم فقال لي: خلصك الله كما خلصتني! فهذه عبرة لمن يعتبر.

الإنسان لو أتى ببترول أو بنزين وسكبه على أولاده وأحرقهم، أهون من أن يجلسهم أمام أفسق الفساق الذي يعلمهم فنون الفساد، ويفسد عقائدهم، ويقطع عليهم الطريق إلى الله تبارك وتعالى.

الحقيقة نحن نتمنى اليوم الذي نرى فيه جميع المسلمين يخرجون ويكومون هذا الجهاز ويكسرونه على أكوام القمامة، فهذا هو المكان الوحيد اللائق به، ويطهرون بيوتهم من هذا الصنم الجديد الذي يفسد عليهم دينهم، ويفسد عليهم دنياهم.