للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صيانة الهوية الإسلامية من الذوبان]

من فضائل السلفية صيانة الهوية الإسلامية من الذوبان، لم يحافظ أحد على الإطلاق على الهوية الإسلامية مثلما حافظ عليها المنهج السلفي، فالسلفية هي أشرف نسب ينتسب إليه الإنسان، أشرف نسب لمن أدى حق هذا الانتساب، فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين)، وقال أيضاً: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)، والله تعالى يقول: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء:٧١]، وأولى الناس بكل هذه النصوص هم من حققوا وصف السلفية.

وعوام الناس عندما يتفاخرون بالنسب فأشرف نسب على الإطلاق قطعاً هو الانتساب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكن لا بد أن يضم إلى شرف الانتساب لآل البيت شرف الانتساب إلى منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فـ أبو لهب مات كافراً وهو عم النبي عليه الصلاة والسلام: لقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ وقد وضع الكفر الشريف أبا لهب كان شريفاً لكن لم يغن عنه نسبه شيئاً، فأشرف نسب هو الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا الفخر لأهل الحديث الذين هم أقرب الناس وأولى الناس بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

يقول عليه الصلاة والسلام: (إن آل فلان ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين) من أجل ذلك فالسلفي الحق لا يُعرف إطلاقاً بما يسمى الآن بأزمة الهوية والانتماء، هذه الأزمة التي يشيع الكلام عنها الآن، ونرى آثارها في الشوارع الآن، نرى الشباب الذي يرفع علم أمريكا ويفتخر به، وهو في الحقيقة يفتخر بالذي يغل رقبته ويغل أمته! تحدث بعض الشباب الذين كانوا يلبسون البرنيطة مع الأستاذ الشيخ محمد المجذوب فقال له: يا بني! اخلع عنك هذه البرنيطة، فقال: لا أخلعها حتى تأتيني بحجة مقنعة، فقال: إن هذه البرنيطة هي رمز الذين أذلوا أمتك، وامتهنوا كبرياءك! هذه هي الحجة القاطعة! الآن يوجد فرع مكدونال هنا بجوارنا في نادي سموحة، ومكدونالد هذا يعني الاستعمار بالسندوتشات فإنه سيأكلها الناس في القاهرة، وعندما افتتحوا أول فرع له حضر الافتتاح السفير الأمريكي بجلالة قدره! فعلى أية حال، أزمة الهوية وأزمة الانتماء لا يمكن أبداً أن يقع فيها السلفي.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: روينا عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما أنه سأل ابن عباس: (أأنت على ملة علي أو على ملة عثمان؟ فقال: لست على ملة علي ولا على ملة عثمان، بل أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم).

الإمام مالك كان يحدث أصحابه يوماً فقص عليهم قصة رجل كان يحتضر فقال له بعض الحاضرين: أنت تموت على ملة من؟ فقال: أموت على ملة فلان! شيخ له أو زعيم، فعلق الإمام مالك بعد ما روى القصة وقال: يدع المشئوم ملة محمد صلى الله عليه وسلم ويقول: أموت على ملة فلان! فالسلفي لا يمكن أبداً أن ينتسب إلى غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم.