للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم من فضل الولي على النبي]

قال رحمه الله تعالى: [ومن زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم واسط يؤدي وأن المرسل إليهم أفضل فهو كافر بالله].

ذهب بعض أهل وحدة الوجود وعلى رأسهم ابن عربي الطائي وابن الفارض وغيرهم إلى تفضيل الأولياء على الأنبياء! ولا شك أنه إن كان المراد أن الرسول واسطة بين الله حتى يؤدي عنه ويبلغ عنه فهذا صحيح.

أما أن يكون واسطة بين الله بمعنى: يدعى مع الله، أو أنه يتصرف في الكون، فهذا كفر والعياذ بالله.

ومن قال إن المتقين أفضل من الأنبياء فقد كفر؛ لأنه فضل الناس على الأنبياء، وهذا يقوله الصوفية الذين يرون أن الفلاسفة أفضل من الأنبياء والرسل؛ لأن النبي نبي العامة، والفيلسوف نبي الخاصة، فهو أفضل.

وهذا كفر وضلال نعوذ بالله.

ويقول الصوفية: إن الأنبياء ختموا بمحمد عليه الصلاة والسلام، وأما الولاية فلم تختم، وبعضهم ادعى أنه خاتم الأولياء، وقال: إن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء؛ وذلك أن خاتم الأولياء تابع لخاتم الأنبياء في الظاهر، وخاتم الأنبياء تابع لخاتم الأولياء في الباطن، ويقول بعضهم: ابن عربي تابع لمحمد في الأمور الظاهرة، ولذلك يظهر الأحكام حتى لا يقتل، فتراه في الظاهر يصلي أمام الناس، وفي الباطن محمد تابع له؛ لأن محمداً يأخذ الوحي بواسطة جبريل، أما هو فهو يأخذ عن الله مباشرة أو عن نفسه ولا يحتاج إلى واسطة! نسأل الله السلامة والعافية.

قال رحمه الله تعالى: [ومن قال بإسقاط الوسائط على الجملة فقد كفر].

<<  <  ج: ص:  >  >>