للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشك مع دفعه لا يعد كفراً ولا شركاً

السؤال

الشك الذي يأتي للإنسان ويقاومه، هل يعد شركاً أو كفراً؟

الجواب

الشك مع مقاومته لا يعد شركاً ولا كفراً، لكن إن كان المرء يشك في الله، أو في القيامة، أو في الجنة، أو في النار، وليس عنده يقين أن هناك جنة أو نار فهو شاك، ولا يدري هل الله مستحق للعبادة أو غير مستحق للعبادة؟ فهذا كفر شك، أما الخواطر والوساوس التي ترد على الإنسان وهو يدافعها، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وهو يعلم ذلك لكن عنده شكوك، ويأتيه الشيطان ويوسوس له، وهو يعلم يقيناً أن الله هو المستحق للعبادة، ويعلم يقيناً بكتب الله، ورسوله، ومصدق باليوم الآخر، ومصدق بالبعث والنشور، فهذا ليس كفر شك، لكن إذا جاءت الوساوس فعليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا يضره ذلك؛ لأن الشيطان يريد أن يعيبه ويقول كما جاء في الحديث: (آمنت بالله ورسله).

وإذا وجد شيئاً من الوساوس، فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال أحدكم يقول: من خلق كذا من خلق كذا) فالشيطان يقول له ذلك (حتى يقول من خلق الله؟! فإذا وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله).

وفي لفظ يقول: ({اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص:١ - ٣] ثم لينته) أي: يقطع الوساوس وخاصة التفكير فيها، وينتهي ويفكر فيما ينفعه في أمور دينه ودنياه.

إذاً: عليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وعليه أن يقول: آمنت بالله ورسله، وعليه أن يقطع التفكير، فتزول هذه الوساوس بإذن الله، أما إذا كان عنده شك في ربوبية الله، أو في ألوهيته، أو في أسمائه وصفاته، أو في الجنة، أو في النار، أي: لا يدري هل هناك جنة؟ أو هل هناك نار؟ فإن هذا الشك شك كفر، أما الوساوس التي ترد على الإنسان وهو مؤمن بالله ورسوله، فهذه من الشيطان يريد أن يعذبه، فعليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويقطع التفكير ويقول: آمنت بالله ورسله.

<<  <  ج: ص:  >  >>