للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرح حديث: (إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة)]

قال: [حدثنا سعيد بن منصور، عن أبي قدامة الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه].

الذي هو أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس.

[عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة)].

خيمة الجنة من لؤلؤة.

أي: درة ياقوتة واحدة.

مجوفة.

يعني: فارغة من الداخل.

وفي رواية: (مجوبة).

ولا أدري هو تصحيف أو نص آخر وإذا كان نصاً فالمعنى واحد.

ومعنى مجوبة: أي: مثقوبة يعني: لها باب، حتى يدخل إليها من أراد أن يدخل من الأهل والأصحاب، فكونها مجوبة أو مجوفة المعنى واحد، ولكنها من لؤلؤة.

قال: [(طولها ستون ميلاً)].

أي: طولها في السماء ستون ميلاً، وهذا لا يمكن أن تجد خيمة في الدنيا بالشكل هذا، والميل حوالي اثنين كيلو إلا ربع تقريباً، فتصور أن لؤلؤة الجنة طولها في السماء حوالي مائة كيلو في السماء، وهذا من فضل الله عز وجل، لو اشتهى أن يطير فيها طار.

قال: [(للمؤمن فيها أهلون)].

أهلون: جمع أهل، والأهل هم الزوجة.

وأهلون يدل على التعدد بغير تنغيص، ولا وضع السم في الطعام، ولا تكييف، لا يوجد هذا الكلام تماماً.

ألم يقل الله: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف:٤٣]، لن يكون هناك غل، لا هذه ستغضب من هذه ولا هذه ستغضب من هذه، سيكون منتهى الود والألفة، والله هو الذي جعل أصل خلقهم على الحب والود والوفاء، لا توجد امرأة ستغير من الأخرى، وإذا دخل على إحدى زوجاته لا تراه زوجاته الأخريات ولا يسمعن منه خبراً من سعة الخيمة.

قال: [(يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً)].

يعني: يذهب إلى هذه، وإذا ترك هذه لا تراه الأخرى.

وهذا فيه سلوى للذي يريد أن يتزوج الثانية ولا يستطيع أن يتزوج لأنه خائف، وهذا توحيد الخائفين، قال تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء:٣].