للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قصة استشهاد أنس بن النضر يوم أحد]

وعن أنس: (أن أنس بن النضر تغيب عن قتال بدر، فقال: تغيبت عن أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لئن أراني الله قتالاً ليرين الله ما أصنع.

قال: فلما كان يوم أحد انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل وأقبل سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو! إني أجد ريح الجنة دون أحد.

فقاتل حتى قتل، فقال سعد: والله يا رسول الله! ما أطقت ما أطاق -أي: أنه بذل مجهوداً في الحرب والقتال لا أطيقه أنا- فقالت أخته: والله ما عرفت أخي إلا ببنانه.

ووجد فيه بضع وثمانون جراحة ما بين ضربة بالسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح) كل هذا في مقابل أحدنا حينما يأخذ حقنة ثم ينام، وصار له حق في ذمة المسلمين أن يعودوه؛ لأنه مريض بسبب إبرة، وهذا الرجل به فوق الثمانين جراحة وهي ضربة بسيف أو طعنة برمح.

قال: (فأنزل الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:٢٣]).

وعن أنس بن النضر: غاب عن قتال بدر فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء -أي: المشركين- وسل سيفه وظل يقاتل حتى قتل.