للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رواية عمرو بن العاص لقصة النجاشي معه ومع من هاجر إليه]

حدثنا عمرو بن العاص قال: لما رأيت جعفراً آمن بها هو وأصحابه حسدته، فأتيت النجاشي فقلت: إن بأرضك رجلاً ابن عمه بأرضنا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أبداً لا أنا ولا أحد من أصحابي.

أي: إذا لم تقتله فلن ترانا أبداً ولا واحداً منا، ولا أي طعام يأتي من ناحيتنا، وهذا يدل على أن الحبشة فقيرة، وكان أحب شيء للنجاشي أن يأتيه من مكة الأدم والطعام، فكأنهم فقراء.

قال: اذهب إليه فادعه.

قلت: إنه لا يجيء معي، فأرسل معي رسولاً، فأتيناه وهو بين ظهري أصحابه يحدثهم.

قال له: أجب.

قال: فلما أتينا الباب ناديت: ائذن لـ عمرو بن العاص، ونادى جعفر: ائذن لحزب الله.

أي: أن عمرو بن العاص يطرق باب النجاشي وهو يقول: ائذن لـ عمرو بن العاص بالدخول، وجعفر لم يقل: ائذن لـ جعفر، وإنما قال: ائذن لحزب الله، فانظر إلى الاستعلاء بكلمة الإيمان والتوحيد، وأعظم نداء ينادي به العبد أمة الدعوة بدمه وبماله.

وهذه هي محل البيعة ومحل السلعة التي ساوم الله تبارك وتعالى عليها عباده الصالحين: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة:١١١] فهذا محل البيعة.

فقال: فنادى جعفر: ائذن لحزب الله، فسمع صوته فأذن له قبلي.