للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرح حديث البراء: (كنا والله إذا احمر البأس نتقي به)]

قال: [حدثنا أحمد بن جناب المصيصي حدثنا عيسى بن يونس] وعيسى، هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي يحدث أحياناً عن جده وأحياناً بينه وبين جده واسطة كـ زكريا، وهو زكريا بن أبي زائدة الهمداني الوادعي أبو يحيى الكوفي، وهو ثقة إمام جليل، ولكنه كذلك سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه.

[قال أبو إسحاق: (جاء رجل إلى البراء فقال: أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة؟! فقال: أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى، ولكنه انطلق أخفاء من الناس وحُسّر إلى هذا الحي من هوازن، وهم قوم رماة، فرموهم برشق من نبل -أي: بسهام من نبل- كأنها رجل من جراد)] الرجل بمعنى: القطعة.

هذا في لغة العرب، يقال: رجل من جراد أي: قطعة من جراد.

قال: [(فانكشفوا -أي: فانهزم هؤلاء- فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب اللهم نزل نصرك).

قال البراء: (كنا والله إذا احمر البأس نتقي به عليه الصلاة والسلام)] الضمير يعود على النبي عليه الصلاة والسلام، وقوله: (كنا والله إذا احمر البأس) أي: اشتد الكرب في القتال، وقوله: (نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: نحتمي به.

قال: [(وإن الشجاع منا للذي يحاذي به)] أي: أن أشجع من كان منا كان يذهب فيتقي بالنبي عليه الصلاة والسلام.