للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرح حديث: (يسب ابن آدم الدهر وأنا الدهر)]

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى -وكلاهما مصريان- قالا: أخبرنا ابن وهب -وهو مصري كذلك، واسمه عبد الله بن وهب القاضي المصري الكبير المعروف- قال: حدثني يونس عن ابن شهاب] يونس إذا كان بين ابن وهب وابن شهاب الزهري فإنما هو يونس بن يزيد الأيلي لا غيره.

[قال ابن شهاب: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن].

وأبوه هو عبد الرحمن بن عوف الزهري الصحابي المعروف، وولده اسمه أبو سلمة، وإن كان الاسم هذا كنية، فهو ممن عرف بأن اسمه كنيته، اسمه أبو سلمة وكنيته كذلك.

[قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله عز وجل: يسب ابن آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار)].

وهذا حديث قدسي.

قال: [وحدثناه إسحاق بن إبراهيم -وهو المعروف بـ الحنظلي إسحاق بن راهويه - وابن أبي عمر -وهو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني نزيل مكة، وتلميذ ابن عيينة - واللفظ لـ ابن أبي عمر قال إسحاق: أخبرنا، وقال ابن أبي عمر: حدثنا سفيان].

إذا حدث ابن أبي عمر عن سفيان فهو سفيان بن عيينة؛ لأننا قلنا: إن ابن أبي عمر عدني نزيل مكة.

يعني: هو من عدن ولكنه نزل مكة واستقر بها، ولازم بها سفيان عشرين عاماً.

قال: [قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن ابن المسيَّب].

أو ابن المسيِّب كلاهما صحيح، وابن المسيب هو سعيد بن المسيب المدني، وهو زوج ابنة أبي هريرة رضي الله عنه.

قال: [يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر)].

وسبب الإيذاء: هو أن ابن آدم يسب الزمن والأيام، وكلاهما الدهر، [(قال: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار)].

وبعض المحدثين أنكر أن يكون الدهر مرفوعاً، وقالوا: الصواب أن يكون منصوباً.

أي: وأنا الدهرَ: ولكن الصواب من مذهب جماهير المحدثين وجل اللغويين أنه بالرفع الدهرُ.