للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر لطيفة إسنادية في رواية حديث: (من نفس عن مؤمن كربة)]

[حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثني -أو حدثنا- أبي وحدثناه نصر بن علي الجهضمي حدثنا أبو أسامة -وهو حماد بن أسامة - قال: حدثنا الأعمش قال: ابن نمير].

يعني: أن الأعمش روى عن تلميذه، وهذا من باب رواية الأكابر عن الأصاغر، وأنتم تعرفون أن هذه المسألة واردة في في مصطلح الحديث.

الأعمش يقول: [حدثنا ابن نمير عن أبي صالح].

وفي حديث أبي أسامة [حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر الحديث].

فابن نمير يطلق على محمد بن عبد الله بن نمير وعلى عبد الله بن نمير ومسلم يروي عن محمد بن عبد الله بن نمير وعن أبيه عبد الله بن نمير [حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا أبو أسامة -الذي هو حماد بن أسامة - قالا -أي: عبد الله بن نمير وحماد بن أسامة - حدثنا الأعمش].

إذاً: عبد الله بن نمير عن الأعمش وحماد بن أسامة عن الأعمش، والأعمش يقول: عن أبو صالح.

وممكن أن يشرك في ابن نمير ثلاثة أشخاص: محمد بن نمير، وعبد الله بن نمير، وابن نمير آخر.

الإسناد الأول انتهى عند عبد الله بن نمير، والإسناد الثاني انتهى عند حماد بن أسامة كلاهما يرويان عن الأعمش، فـ الأعمش ليست له رواية عن عبد الله بن نمير، وعبد الله بن نمير تلميذ الأعمش وهو الذي يروي عنه، والإسناد يتوقف عند الأعمش، ومسلم هو الذي يقول: وفي طريق ابن نمير قال عن أبي صالح.

أي: قال الأعمش: عن أبي صالح.

فيكون هذا هو التقدير.

فحديث ابن نمير له طريقان: طريق عبد الله بن نمير وطريق أبي أسامة، أما ابن نمير فقال: حدثنا الأعمش عن أبي صالح وأما أبو أسامة فقال: حدثنا الأعمش: حدثنا أبو صالح.

إذاً: التقدير هكذا: قال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

وفي طريق حماد بن أسامة قال: حدثنا الأعمش قال: حدثنا أبو صالح.

فالحديث هذا روي بإسنادين: الإسناد الأول: قال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي، ثم مرة أخرى يقول: حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا أبو أسامة.

فالأول: انتهى عند عبد الله بن نمير، والثاني: انتهى عند حماد بن أسامة، وكلاهما يرويان عن الأعمش، وقال الأعمش في طريق ابن نمير: عن أبي صالح، ولم يقل حدثنا أبو صالح، وفي طريق أبي أسامة قال: حدثنا أبو صالح.

إذاً: مسلم صنع هذا من أجل أن يبين أن الأعمش في طريق ابن نمير لم يصرح بالسماع من أبي صالح، وفي طريق أبي أسامة قال: حدثنا أبو صالح.

إذاً: مرة لم يصرح بالسماع، ومرة صرح بالسماع، وأنتم تعرفون أن الأعمش يدلس، فيريد الإمام مسلم أن يقول لك: إذا كان الأعمش في طريق ابن نمير لم يصرح بالسماع من أبي صالح عن أبي هريرة فقد صرح في طريق أبي أسامة، فقال: حدثنا أبو صالح.

قال: [حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي معاوية، غير أن حديث أبي أسامة ليس فيه ذكر التيسير على المرء].