للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مالي أكتم حباً قد بري جسدي ... وتدعي حب سيف الدولة الأمم؟

إن كان يجمعنا حب لغرته ... فليت أنا بقدر الحب نقتسم

يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام، وأنت الخصم والحكم

إذا رأيت نيوب الليث بارزة ... فلا تظنن أن الليث يبتسم

أعيذها نظرات منك صادقة ... أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوار والظلم

يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم

ما كان أخلقنا منكم بتكرمة ... لو أن أمركم من أمرنا أمم

إن كان سركم ما قال حاسدنا ... فما لجرح - إذا أرضاكم - ألم

وبيننا، لو رعيتم ذاك، معرفة ... إن المعارف في أهل النهى ذمم

كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم ... ويكره الله ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب والنقصان من شرفي ... أنا الثريا وذان الشيب والهرم

ليت الغمام الذي تقتضي كل مرحلة ... لا تستقل بها الوخادة الرسم

لئن تركنا ضميراً عن ميامننا ... ليحدثن لمن ودعتهم ندم

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ... ألا تفارقهم فالراحلون هم

شر البلاد بلاد لا صديق بها ... وشر ما يكسب الإنسان ما يصم

وشر ما قنصته راحتي قنص ... شهب البزاة سواء فيه والرخم

وهي - على براعتها، واستقلال أكثر أبياتها بأنفسها - تكاد تدخل في باب إسادة الأدب بالأدب، وقد تقدم ذكره.

<<  <   >  >>