للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[إحياء الله الأرض بعد موتها]

في هذه الآية أخبر الله سبحانه أنه: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الروم:١٩]، فالله تعالى يذكر لنا هذه الآيات من إخراج الحي من الميت وغير ذلك؛ ليقول لنا بعدها: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الروم:١٩]، فكما ترون هذه الأشياء ماثلة أمام أعينكم، من أن الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، فإذاً: الله على كل شيء قدير سبحانه تبارك وتعالى، فسيخرجكم من قبوركم للبعث والحساب! {وَيُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الروم:١٩] فهذه البذور التي كانت مدفونة داخل الأرض، وهذا النوى الذي كان مدفوناً داخل الأرض، نزل عليه المطر من السماء فأحيا الله عز وجل هذا كله، وقد رأيتم ذلك واطلعتم عليه، فأنتم إذا دفنتم بداخل هذه الأرض أفلا يقدر سبحانه على أن يحييكم مرة ثانية كما أحيا هذه الأشياء؟ بلى، فإن الله على كل شيء قدير، ففي ذلك عبرة للإنسان الذي له قلب وعظة لمن يتفكر.

ثم ذكر الله آيات عظيمة من آياته في خلق الإنسان من تراب، وفي خلق السموات والأرض، وفي اختلاف ألسنة الناس وألوانهم، وفي منام الإنسان في الليل وفي النهار، وفي ابتغاء الإنسان من فضل الله وتضرعه إليه وطلبه من فضله ومن رحمته، ومن إنزال المطر، ومن أنه يري عباده البرق خوفاً وطمعاً، ومن أنه يقيم السماء والأرض بأمره سبحانه تبارك وتعالى، وأنه إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون، ففيها آيات عظيمة، وتفصيل هذا الموضوع سيأتي لاحقاً إن شاء الله.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>