للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (وهدوا إلى الطيب من القول)]

قال الله عن أهل الجنة: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج:٢٤] الله العظيم هو الذي هداهم إلى أن نطقوا بالطيب من القول، والطيب من القول هو قول لا إله إلا الله، وأطيب القول وأعظم القول كتاب الله سبحانه تبارك وتعالى، فهدى الله عز وجل المؤمنين لقراءة كتاب الله وحفظ كلام رب العالمين سبحانه، وأن يقولوا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهم به من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير وغير ذلك من الأذكار، فهداهم الله للكلام الطيب من أمر بمعروف ونهي عن منكر، والصلاة وغير ذلك من ذكر الله سبحانه تبارك وتعالى.

ففي الدنيا هداهم إلى الطيب من القول، وأيضاً هداهم إلى البشارات الحسنة، فبشرهم الله عز وجل بما جاء في كتابه سبحانه وما جاء في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبشرهم برؤى منامية يرونها فيستبشرون بذلك من طيب القول.

وهدوا أيضاً إلى صراط الحميد في الآخرة، فيهديهم الله عز وجل إلى الصراط المستقيم فيمرون على الصراط سريعاً، ويدخلون جنة رب العالمين نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم ومعهم.

قال: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج:٢٤] قالوا: يعني إلى طريق الجنة، فهداهم الله في الدنيا بالعمل وبالقول الصالح، وكذلك في الآخرة هداهم إلى طريق الجنة ولم يضلهم عنه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>