للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تفسير قوله تعالى: (ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً)

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} [يس:٦٢].

(جبلاً) فيها أربع قراءات: قراءة نافع وأبي جعفر وعاصم: (جِبِلًّا كثيراً) بالكسر للجيم والباء وباللام المشددة المنصوبة.

قراءة روح عن يعقوب: (جُبُلًّا كثيراً) بضم الجيم والباء وبتشديد اللام أيضاً.

قراءة أبي عمرو وابن عامر: (جُبْلاً كثيراً)، بالتخفيف فيها وبتسكين الباء.

قراءة باقي القراء: ابن كثير وورش وحمزة والكسائي وخلف: (جُبُلاً كثيراً) بضم الجيم والباء وبعدم تشديد اللام.

فتكون القراءات: (جِبِلًّا)، (جُبُلًّا)، (جُبْلاً)، (جُبُلاً).

ومعانيها كلها راجعة إلى الجبلة الخلقة، فالجُبُل هنا أو الجِبِل معناه: الخلق الكثير.

فقال سبحانه: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} [يس:٦٢]، ((جِبِلًّا))، أمة، قالوا: الجبل يطلق على مائة ألف، ويطلق على أكثر من ذلك، والخلق ليسوا مائة ألف، فاحتاج أن يقول فيها كثيراً، أمماً كثيرة، ملايين من الخلق أضلهم الشيطان وأغواهم عن طريق الرحمن.

{وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} [يس:٦٢]، كل الذي أريناكم من آياتنا في هذا الكون، ومن آيات كتاب ربكم، وما رأيتم من نبيكم صلى الله عليه وسلم، وما حذرناكم من الشيطان، لا يوجد عندكم عقل تعقلون وتعرفون أن هذا هو الحق من عند الله، تركتم هذا واتبعتم الشيطان من دون الله تبارك وتعالى.

<<  <  ج:
ص:  >  >>