للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الصبر]

ثم قال في هذه الآية: {وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ} [الحج:٣٥] هذا وصف آخر لهم، الصبر على ما أصابهم من أقدار الله سبحانه تبارك وتعالى، صبروا على الطاعة، وصبروا عن محارم الله سبحانه، وصبروا على القضاء والقدر، فما قدره الله عز وجل عليهم رضوا به، فهم راضون عن الله سبحانه، فلما كان عند وفاتهم رضي الله عنهم ورضوا عنه، ولما لقوا ربهم يوم القيامة رضي عنهم ورضوا عنه، فقال هنا سبحانه: {وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ} [الحج:٣٥] والإنسان المؤمن مبتلى، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلى الرجل على قدر دينه؛ فإن كان في دينه شدة زيد له من البلاء، وإن كان في دينه رقة قلل له من البلاء) بحسب دين المؤمن يبتلى، فيزيد الله عز وجل بلاء الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام؛ لأن درجاتهم عظيمة عند الله سبحانه، فيرفع درجاتهم بالصبر على هذا البلاء؛ لذلك الإنسان إذا رأى صاحب مصيبة ما يقول: هذا يستحق، انظروا ماذا عمل، فلعل هذا المبتلى يكون له أجر عظيم عند الله، ويكون له درجة لم يبلغها بعمله، فالله ابتلاه بالصبر، فالمؤمنون يصبرون على أوامر الله سبحانه، وعلى أقدار الله سبحانه، وعما نهى الله عز وجل عنه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>