للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[استكبار العبد عن الدعاء استكبار عن عبادة الله سبحانه]

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر:٦٠].

فلما قال الله تعالى: (ادْعُونِي} [غافر:٦٠] وصف الدعاء بأنه العبادة، فالذي يستكبر عن دعاء الله عز وجل مستكبر عن عبادة الله سبحانه، وعمم في ذلك فقال: {يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر:٦٠] بكل صورها، فبدأ بذكر الدعاء ثم عمم العبادة.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة)، أي: من أعظم ما يكون في العبادة الدعاء؛ لأنك وأنت تدعو تستشعر بالذل بين يدي الله عز وجل، وبحبك لله سبحانه، وبأنه يريد بك الخير ويريد لك الخير، فتسأله سبحانه وتعالى وأنت مستيقن بأنه سوف يعطي سبحانه، وأنه المستحق لأن يدعى وأن يطلب منه وحده لا شريك له.

وقد وعدنا الله عز وجل في كتابه بالاستجابة وأمرنا بالدعاء، وأخبر عن هذه الاستجابة في مواطن من كتابه سبحانه وتعالى فقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:١٨٦].

وقال سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:٦٠] ولم يجعل بين الدعاء والإجابة شرطاً، فقيد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأن تدعو وتسأل ربك، لكن احذر من الدعاء بالإثم فلا استجابة لك في ذلك، فلا تدع على نفسك إلا بخير، ولا تتعجل في الدعاء، ولا تدعُ بقطيعة الرحم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>