للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم)]

قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا) أي: سنري هؤلاء الكفار الآيات العظيمة، فيرونها في كتاب الله، وفي كون الله، وفي أنفسهم، والآفاق: جمع أفق، والأفق: البلاد البعيدة النائية، فامشوا في الأرض وانظروا إلى آيات الله سبحانه، وكيف صنع بالأمم السابقة، وانظروا في آيات الله سبحانه، في الأرض، والسماء، والنجوم، والجبال، والبحار، والأفلاك، والأنهار: وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد سبحانه وتعالى، وسنريهم هذه الآيات في أنفسهم، كيف يأكلون ويشربون، وكيف ينظرون ويسمعون، وكيف يشمون ويحسون الأشياء، وكيف يفكرون بعقولهم، فيرون آياتنا في أنفسهم وخلقهم، قال: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} [الأعلى:٢ - ٥].

وقال: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية:١٧ - ٢٠].

فقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ} أي: هؤلاء الكفار، والعجب أن أكثر من يظهر هذه الآيات ويطلع عليها هم الكفار، فتجد علماء الفلك منهم يطلعون على أشياء بعد أن تعبوا جداً حتى وصلوا إليها، وفي الأخير يجدونها مسطورة في كتاب الله سبحانه وتعالى!

<<  <  ج:
ص:  >  >>