للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (إن الله هو ربي وربكم)]

قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [الزخرف:٦٤] أكد هنا أن الله هو وحده لا شريك له، وأنا عبد مثلي مثلكم، جئتكم أدعوكم إلى الله سبحانه، فالله هو وحده الرب الذي يخلق والذي يرزق، ويؤكد لهم هذا المعنى؛ لأن المسيح جاء بآيات نظر إليها من أتاهم بها فقال بعضهم: إنه ساحر، وقال بعضهم: إنه عبد نبي، وبعد ذلك بعضهم اختلفوا وقالوا: إنه إله؛ لأنه أحيا الموتى وفعل كذا، فجاء ليبين لهم دين رب العالمين، وأنه الصراط المستقيم، قال: إن الله وحده لا شريك له هو ربي وربكم، وهو الذي خلقني وخلقكم، (فاعبدوه) أي: اعبدوه وحده لا شريك له، إذا عرفت أنه ربك خالقك ورازقك فهو وحده الذي يستحق أن يعبد، وهذا الذي جئتكم به صراط مستقيم، ((هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)) أي: طريق قويم وطريق معتدل إلى رب العالمين وإلى جنته وإلى طاعته.

وكلمة (صراط) فيها ثلاث قراءات، تقرأ بالصاد وتقرأ بالسين وتقرأ بإشمام الصاد مشوبة بالزاي، فقراءة الجمهور ((هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)) [الزخرف:٦٤] وقراءة قنبل عن ابن كثير وقراءة رويس عن يعقوب.

((هَذَا سِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)) بالسين، ويشمها صاداً مشوبة بالزاي خلف عن حمزة ((هَذَا زراط مُسْتَقِيمٌ)).

<<  <  ج:
ص:  >  >>