للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (فلا ينازعنك في الأمر)]

قال الله سبحانه تبارك وتعالى عن هؤلاء للنبي صلى الله عليه وسلم: {فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ} [الحج:٦٧] يعني: دع هؤلاء في إفكهم وافترائهم واختلاقهم على الله عز وجل الكذب، فأنت قد عرفت الحق الذي أنت عليه.

ثم قال سبحانه: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} [الحج:٦٧] ادع هؤلاء وغيرهم إلى الله عز وجل، ولا يصدنك هؤلاء عن دعوتك إليه.

ثم قال له مؤكداً: {إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ} [الحج:٦٧] فأنت على هدى ومن معك عليه كذلك، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:١٠٨].

فإذا عرف المؤمن الحق فلا ينظر لما يقول الكفرة إلا على وجه الرد عليهم بحيث لا يشغل نفسه بهم، فإن اشتغل بهم ضيعوا عليه أمر دينه.

ثم قال سبحانه: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} [الحج:٦٧] أي: انتبه لدعوتك إلى الله عز وجل، ولا تشغل نفسك بجدال هؤلاء؛ فإنهم يأخذون وقتك كله، وأنت قد هداك الله عز وجل إلى دين لا عوج فيه صراط مستقيم إلى جنة رب العالمين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>