للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين)]

قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون:٩٧ - ٩٨]، وهذا التعليم لرسول الله كيف يدفع شياطين الإنس ويدفع شياطين الجن، فشياطين الإنس الذين يسيئون إليك وإلى دينك، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، فإذا لم ينفع ذلك فجاهدهم كما أمر الله سبحانه وتعالى، ولكن شياطين الجن لا طاقة لك بمحاربتهم بالسيف، فماذا تعمل معهم؟ أخبر الله هنا أنه هو خالقهم سبحانه وتعالى، وهو الذي يقدر عليهم، فعليك أن تلجأ إليه سبحانه وتعالى، فالشياطين يرونك من حيث لا تراهم، فاستجر بخالقهم سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى خالق هؤلاء الشياطين، فإذا جاءك الشيطان فقل: يا رب! اكفني هؤلاء، فإن الله سيكفيك شره.

{وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكْ}، أي: أتعوذ بك، وألجأ إليك، وأستجير بك، وأستغيث بك أن تجيرني من هؤلاء وتصرفهم عني.

قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ} والهمزات: هي الوسوسة من الشياطين، والهمز واللمز بمعنى: الطعن، وإن كان الهمز هو الطعن في الخفاء، واللمز الطعن في العلن.

فقوله: {مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}، أي: من وساوس الشياطين، ومن دفعهم إياك إلى الباطل.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>