للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً)

قال تعالى: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} [هود:٧٢].

((قالت يا ويلتى!)) أي: يا عجبي! أصل يا ويلتى! الدعاء بالويل ونحوه عند الجزع والتفجع وشدة المكروه الذي يدهم النفس؛ لكن استعمل نفس التعبير بعد ذلك في التعجب، يا ويلتى بمعنى: يا عجبي.

والألف في (يا ويلتى) بدل من ياء المتكلم (يا ويلتي) ولذلك أمالها أبو عمرو وعاصم في رواية، وبها قرأ الحسن: ((يا ويلتي)) وقيل: هي ألف الندبة ويوقف عليها بهاء السكت: يا ويلتاه.

قوله: ((أألد وأنا عجوز)) أي: وأنا امرأة مسنة؟ والأفصح ترك الهاء في كلمة عجوز، فلا يقال: عجوزة، وقد سمع من بعض العرب (عجوزة)، لكن الأصل أنها لا تؤنث.

((وهذا بعلي)) أي: وهذا زوجي إبراهيم عليه السلام ((شيخاً)).

((إن هذا لشيء عجيب)) أي: إن هذا التوالد من هرمين لشيء غريب لم تجر به العادة.