للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً)

قال تعالى: {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [الجاثية:١٩] أي: لن يدفعوا عنك من غضبه وعقابه شيئاً ما.

{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الجاثية:١٩] أي: أعوان وأنصار على المؤمنين وأهل الطاعة، أو: أولياء بعض في التحزب والتقوي، ولكن ماذا تغنيهم ولايتهم لبعضهم وقد تخلت عناية الله ونصرته عنهم.

{وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية:١٩] أي: المتقين الشرك والمعاصي، أو: والله ولي من اتقاه بعبادته وحده وخشيته لكفايته من بغى عليه وكاده بسوء، ((وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) كما قال تبارك وتعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد:١١]، ولذلك لما قال أبو سفيان في غزوة أحد: اعل هبل، فأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يقولوا: (الله أعلى وأجل)، فقال: لنا العزى ولا عزى لكم، فأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يقولوا: (الله مولانا ولا مولى لكم).

{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}، فهل يغلب حزب يتولاه الله؟ يقول القاسمي رحمه الله تعالى: الأظهر تفسير هذه الآية بآية: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} [البقرة:٢٥٧].