للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موقف الشيعة من أبي بكر وعمر]

ما هو موقف الشيعة من الشيخين رضي الله تعالى عنهما؟ هم يصنعون من العجينة شكل إنسان، ويملئون جوفه دبساً أو عسلاً، فيكون مثل (المشبك)، يملئونه عسلاً وسمناً ويسمونه: تمثال عمر، ثم يمثلون حادثة قتل عمر رضي الله تعالى عنه، ويرمون ما فيه من عسل، ويزعمون أنه دم عمر رضي الله تعالى عنه، ويتشاءمون من يوم الإثنين؛ لأن يوم الإثنين يذكرهم بقوله تعالى: ((ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ))، وكل منقبة للصحابة حولوها إلى مثلبة، فمثلاً هذه الآية: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:٤٠] هي من أعظم مناقب أبي بكر، ومن أعظم ما يمدح به أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطفاه للصحبة في هذه الرحلة المباركة رحلة الهجرة، لكن الشيعة يفسرونها على غير تفسيرها أذلهم الله وأخزاهم! يقولون: الرسول صلى الله عليه وسلم خاف أن أبا بكر لو تركه في مكة فسيدل عليه قريشاً، فكان أحسن إجراء وقائي أن يأخذه معه! ويعتقدون أن أبا بكر لقي كاهناً في الجاهلية فقال له: إنه سيبعث نبي ويخرج عليكم، ويمكن أن تقرب منه وتظهر الإيمان حتى تكون خليفة له، فكل المواقف كانت تمثيلاً من أبي بكر لأجل أن يمسك الزعامة السياسية، وكل مناقبه يفسرونها على أنها نفاق من أبي بكر والعياذ بالله، وكذلك عمر، وعندهم دعاء يسمونه دعاء صمني قريش، وقع عليه الخميني، وفيه: اللهم العن -أستغفر الله- صنمي قريش أبا بكر وعمر، وابنتيهما حفصة وعائشة، ومن والاهما، ومن أحبهما، ومن ترضى عنهما إلى آخره! ونحن في نظر الشيعة كفار، وهؤلاء الذين ما زالوا ينكرون الحقيقة لا يريدون أن يكتشفوا الحقيقة إلى الآن؛ لكيلا يصبح الأمر صحيحاً، نحن في نظرهم كفار؛ لأننا لا نؤمن بالأئمة الاثني عشر، والإيمان بهم قطب رحى الدين عندهم! وحزب الله في لبنان شيعي.

والشيعة لهم مواقف جيدة عديدة مع أنهم ضلال تصدر منهم مثل هذه المواقف، فهذا خاتمي قبل شهر تقريباً كان المفروض أن يذهب زيارة إلى فرنسا في أمر مهم، وكانت المشكلة أنه أثناء مناقشة بروتوكول الزيارة قال: في حفلة الاستقبال ممنوع أن يوضع خمراً في هذه الحفلة أبداً، وقال: نحن في تقاليدنا وعاداتنا لا ينبغي أن نشرب الخمر، وهو حرام، وغير هذه الزيارة بسبب هذا الرفض، وكان الأولى أن يقف هذا الموقف من ينتمون لأهل السنة والجماعة فالله المستعان.

أيضاً في الآية السابقة: ((إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)) يفسرون الآية بأن أبا بكر كان في شدة الجزع والخوف، فيصفونه بالجبن والخذلان، مع أنه ما جزع إلا على الرسول عليه الصلاة والسلام، وكل خوفه كان على الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن هكذا يصفه هؤلاء الشيعة، فهم لا يرون إلا ما تراه قلوبهم المنكوسة.

ويا ويل الذي اسمه عمر! وهذه حقيقة، لو أن أحداً اسمه عمر وتعامل مع الشيعة؛ فإنه يضطهد اضطهاداً كبيراً، ونقول: اسألوا عن أخبار وأحوال أهل السنة في إيران، وماذا يفعل بهم، أهل السنة في إيران يضطهدون أشد من اضطهاد الفلسطينيين على يد اليهود! أهل السنة في إيران يضطهدون اضطهاداً شديداً، يكفي أن طهران حتى الآن ممنوع أن يقام فيها مسجد واحد لأهل السنة، رغم أن السنيين فيهم أكثر من ثلث السكان، لكن في طهران يمنعون حتى من إقامة مسجد واحد، ومع ذلك توجد فيها عدة كنائس ومعابد لليهود، ومعابد للأرثوذكس، ولعبدة الأوثان، لكن أن يوجد مسجد في طهران لأهل السنة فهنا ممنوع.

ويصفى زعماء أهل السنة تصفية شديدة، كل وقت يقتل رجل من زعماء السنة، وممنوع إقامة مدارس لهم، وهذه قصة مأساة ما أحد يكاد يحس بها، فكم يحصل لإخواننا الآن في إيران من اضطهاد لأنهم أهل السنة، وما أكثر العذاب الذي يتعرضون له، ونحن ما زلنا نهتف بـ الخميني وثورته التي تسمى بالإسلامية، وهي أحلام يقظة ولا حقيقة لها.

وذكرنا أنهم يتشاءمون من يوم الإثنين؛ لأنه يذكرهم بالآية: ((ثَانِيَ اثْنَيْنِ))، ويتشاءمون من العدد أربعة؛ لئلا يذهب الوهم إلى عدد الخلفاء الأربعة الراشدين، ويفضلون لعن عمر وسائر الصحابة رضي الله تعالى عنهم على ذكر الله وسائر العبادات! وفي كتبهم أن لعن الشيخين في كل صباح ومساء موجب لسبعين حسنة، ولهم كتاب اسمه: مفتاح الجنان، مثل: دلائل الخيرات عند الصوفية، فيه ذكر درجات كثيرة لمن لعنهما، وعندهم دعاء يسمونه: دعاء صنمي قريش، يريدون بهما أبا بكر وعمر، وينسبون زوراً إلى أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه أنه قال في هذا الدعاء: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش، وجبتيهما، وطاغوتيهما إلى آخره.

ويقولون: إن أبا بكر وعمر وعثمان منافقون.

ويقولون: إن الآيات المشعرة بمدح الصحابة من المهاجرين والأنصار وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كل هذه الآيات متشابهات لا يعلم تأويلها إلا الله، جميع الآيات التي فيها مدح للمهاجرين والصحابة وعائشة وأبي بكر وعمر عندهم آيات متشابهات لا يعلم تأويلها إلا الله.

ويقول شيخ مشايخهم: محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالشيخ المفيد: إن أهل السنة شر من اليهود والنصارى، وأهل السنة عندهم أنجس من اليهود والنصارى، حتى لو أصاب أبدانهم شيء منهم غسلوه، مع أن المتلطخ بالغائط والعذرة عندهم ليس بنجس، لكن لو أصاب بدنه شيء من أهل السنة يغسله.

وعندهم أن الابتداء بلعن أبي بكر وعمر بدل التسمية في كل أمر ذي بال أحب وأولى.

ويقولون: كل طعام لعن عليه الشيخان سبعين مرة كان فيه زيادة البركة.

ويقولون: إن الله أمر الكرام الكاتبين يوم قتل عمر أن يرفعوا الأقلام ثلاثة أيام عن جميع الخلائق، حتى المشرك وشارب الخمر وكذا وكذا، هؤلاء كلهم لهم ثلاثة أيام مكافأة للبشرية أنه تم قتل عمر، فرفعت الأقلام ثلاثة أيام، فلا تكتب الملائكة ذنباً على أحد.

والقمي منهم ابتدع: عيد بابا شجاع الدين في تسعة ربيع الأول، وعندهم أن بابا شجاع الدين كنية أبي لؤلؤة المجوسي قاتل أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه.

ويقولون: إنما أخذ النبي عليه الصلاة والسلام أبا بكر معه حين هاجر من مكة لئلا يعلم كفار قريش بخروجه وطريق ذهابه.

فهذه وقفة عارضة فيما يتعلق بمواقفهم، والذي قادني إليها أن هذه الآية مما يؤكد صحة خلافة أبي بكر وعمر؛ لأن الله سبحانه وتعالى مدح هؤلاء ووعدهم الأجر الحسن إذا أطاعوا الخليفة الذي يأمرهم بقتال بني حنيفة، فقال تعالى: ((قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا)) الذي يأمركم.

((يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)) لتضاعف جرمكم، لكن إن تتولوا: ((كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ)) يعني: زمن الحديبية ((يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)) يعني: لتضاعف جرمكم، وهذا التعليل يحتمل أن يكون في الدنيا، ويحتمل أن يكون في الآخرة.