للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (وأنا لمسنا السماء شهاباً رصداً)

يقول الله تبارك وتعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن:٨ - ٩].

((وأنا لمسنا السماء)) يعني: تطلبنا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها، ((فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً)) أي حصبة رواجم.

نفهم من ذلك أنها قبل ذلك لم تكن مملوءة بالحرس والرواجم من الشهب وغيرها.

أي: كنا نقعد من السماء مقاعد لنستمع ما يحدث وما يكون فيها، فمن يستمع الآن فيها يجد له شهاب نار قد رصد له.

وقوله: ((رصداً)) يعني: مرصوداً.

قال الزمخشري: قوله: ((نقعد منها مقاعد)) أي: كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب والآن ملئت المقاعد كلها، وهذا ذكر ما حملهم على الضرب في البلاد حتى عثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمعوا قراءته.

يعني: ما هو هذا الشيء الجديد الذي هو ملأ السماء حرساً شديداً وشهباً، ولم يعد هناك أي مقعد يقعدون عليه بعد أن كانوا يقعدون؟ إن هذا الحدث الجديد هو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي من السماء.