للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منه، فإذا سئل عن شئ من الفقه تفتّح وسال كالوادى، وسمعت له دويّا، وجهارة بالكلام.

وقال إبراهيم بن عكرمة المخزومىّ (١): ما رأيت أحدا أورع، ولا أفقه من أبى حنيفة.

وعن علىّ بن عاصم (٢)، قال: دخلت على أبى حنيفة وعنده حجّام يأخذ من شعره، فقال للحجّام: تتبّع موضع البياض.

فقال الحجّام: لا، فإنه يكثر.

قال: فتتبّع مواضع السّواد، لعلّه يكثر.

وبلغت هذه الحكاية شريكا، فضحك، وقال: لو ترك قياسه لتركه مع الحجّام.

*وروى الخطيب فى «تاريخه» (٣)، عن محمد بن فضيل الزّاهد، قال: سمعت أبا مطيع، يقول: مات رجل/وأوصى إلى أبى حنيفة وهو غائب.

قال: فقدم أبو حنيفة، فارتفع إلى ابن شبرمة، وادّعى الوصيّة، وأقام البيّنة، أن فلانا مات وأوصى إليه.

فقال ابن شبرمة: يا أبا حنيفة، احلف أنّ شهودك شهدوا بحقّ.

قال: ليس علىّ يمين.

قال: ضلّت مقاييسك (٤) يا أبا حنيفة.

قال أبو حنيفة: بل (٥) ضلّت مقاييسك أنت (٥)، ما تقول فى أعمى شجّ، فشهد له شاهدان أن فلانا شجّه، هل (٦) على الأعمى يمين أن شهوده شهدوا بالحق، وهو لا يرى؟

(٦) فانقطع ابن شبرمة (٦).


(١) تاريخ بغداد ١٣/ ٣٤٧.
(٢) تاريخ بغداد ٣٤٨،١٣/ ٣٤٧.
(٣) تاريخ بغداد ١٣/ ٣٤٨.
(٤) فى تاريخ بغداد: «مقاليدك».
(٥ - ٥) فى تاريخ بغداد: «ضلت مقاليدك».
(٦ - ٦) ساقط من تاريخ بغداد.