للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: فيجوز أن يكون فى زمان نبىّ من هو أعلم من النبىّ؟

قال: فقال قتادة: والله لا أحدّثكم بشئ من التفسير، سلونى عمّا اختلف فيه العلماء.

*قال: فقام إليه أبو حنيفة، فقال: يا أبا الخطّاب، أمؤمن أنت؟

قال: أرجو.

قال: ولم؟

قال: لقول إبراهيم Object (١): ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾.

فقال أبو حنيفة: فهلا قلت كما قال إبراهيم، Object (٢): ﴿قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى﴾.

قال: فقام قتادة مغضبا، ودخل الدّار، وحلف أن لا يحدّثهم.

وروى الخطيب أيضا (٣)، عن الفضل بن غانم، قال: كان أبو يوسف مريضا شديد المرض، فعاده أبو حنيفة مرارا، فصار إليه آخر مرّة، فرآه ثقيلا، فاسترجع، ثم قال: لقد كنت أؤمّلك بعدى للمسلمين، ولئن أصيب الناس بك ليموتنّ علم كثير.

ثم رزق العافية، وخرج من العلّة، فأخبر أبو يوسف بقول أبى حنيفة فيه، فارتفعت نفسه، وانصرفت وجوه الناس إليه، فعقد لنفسه مجلسا فى الفقه، وقصّر عن لزوم مجلس أبى حنيفة، فسأل عنه، فأخبر أنه عقد لنفسه مجلسا، وأنه بلغه كلامك فيه.

*فدعا رجلا كان له عنده قدر، فقال: صر إلى مجلس يعقوب، فقل له: ما تقول فى رجل دفع إلى قصّار ثوبا ليقصره بدرهم (٤)، فصار إليه بعد أيّام فى طلب الثوب، فقال له


(١) سورة الشعراء ٨٢
(٢) سورة البقرة ٢٦٠.
(٣) تاريخ بغداد ٣٥٠،١٣/ ٣٤٩.
(٤) قصر الثوب: بيّضه. المصباح المنير (ق ص ر).