للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالدنيا والنّساء قبل تحصيل العلم، فيضيع وقتك، ويجتمع عليك الولد وتكثر عيالك، فتحتاج إلى القيام بمصالحهم وترك (١) العلم.

واشتغل بالعلم فى عنفوان شبابك، ووقت فراغ قلبك وخاطرك، ثم اشتغل بالمال ليجتمع عندك؛ فإنّ كثرة الولد والعيال يشوّش البال، فإذا جمعت المال فتزوّج.

وعليك بتقوى الله، واداء الأمانة، والنصيحة لجميع الخاصّة والعامّة.

ولا تستخفّ بالناس، ووقّر نفسك ووقّرهم، ولا تكثر معاشرتهم إلاّ بعد أن يعاشروك، وقابل معاشرتهم بذكر المسائل، فإنه إن كان من أهله اشتغل بالعلم، وإن لم يكن من أهله أحبّك.

وإيّاك أن تكلّم العامّة بأمر الدّين فى الكلام، فإنهم قوم يقلّدونك، فيشتغلون بذلك.

ومن جاءك يستفتيك فى المسائل، فلا تجب إلاّ عن سؤاله، ولا تضمّ إليه غيره؛ فإنّه يشوّش عليه جواب سؤاله.

وإن بقيت عشر سنين بغير كتب (٢) ولا قوّة (٣) فلا تعرض عن العلم، فإنّك إن (٤) أعرضت (٥) عنه كانت معشيتك ضنكا.

وأقبل على متفقّهيك كأنك اتّخذت كلّ واحد منهم ابنا وولدا، يزيدهم (٦) رغبة فى العلم.

ومن ناقشك من العامّة والسّوقة، فلا تناقشه؛ فإنه يذهب ماء وجهك.

ولا تحتشم من أحد عند ذكر الحقّ، وإن كان سلطانا.


(١) فى الأشباه والنظائر: «وتترك».
(٢) فى الأشباه والنظائر: «بلا كسب».
(٣) فى ن: «قوت»، والمثبت فى: ط، والأشباه والنظائر.
(٤) فى الأشباه والنظائر: «إذا».
(٥) فى ط: «عرضت»، والمثبت فى: ن، والأشباه والنظائر.
(٦) فى الأشباه والنظائر: «لتزويدهم».