للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بشارات وإرهاصات بين يدي مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته]

إذاً: ألم يكن العرب أجدر الناس بالرسالة؟ هذا سؤال.

السؤال الثاني: هل ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم فجأة، أو كان العرب والعالم مستعداً استعداداً نفسياً لتلقي أمر الرسالة؟ تعالوا إلى البشارات التي جاءت قبل ميلاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أول بشارة: أن كل نبي كان يأخذ الله عز وجل عليه الميثاق أن يصدق بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها أن الله عز وجل قال عن اليهود: {النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف:١٥٧] إلى آخر كلام الله عز وجل.

ومنها: بشرى عيسى عليه السلام، قال: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف:٦] عليه الصلاة والسلام.

ينام عبد المطلب ليلة من الليالي فيرى أن سلسلة من فضة خرجت من ظهره أولها في الأرض وآخرها في السماء، ثم انقلبت السلسلة إلى شجرة وارفة، على كل ورقة من أوراقها نور يتعلق به أهل المشرق وأهل المغرب.

ففسرت هذه الرؤيا بأن شخصاً من سلالته يتبعه أهل المشرق وأهل المغرب؛ فكان سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم.

ومن البشارات: أن الشياطين قبل مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم كانت تتسمع إلى الملأ الأعلى، كانت تصعد إلى العلو وتقترب إلى السماء وتسمع كلام الملائكة، ففجأة رأت أن الذي يقرب من السماء، يرجم ويحرق، قال تعالى مخبراً عنهم: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن:٩]، يقولون في أنفسهم: ما الذي يحصل؟! من يقرب من السماء يحرق، قالوا: لابد أن النبي الخاتم قد بعث.

إذاًَ: من دلائل النبوة الخاتمة: أن الشيطان الذي يقترب من السماء يحترق، فقال الشياطين: ابحثوا، فبحثوا لمدة أربعين سنة في بقاع الأرض، إلى أن دلهم الله عز وجل على سيدنا الحبيب وهو عائد من الطائف يقرأ سورة الرحمن، وآمن الجن بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نأتي إلى أحد أجداد الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو كعب بن لؤي وكان على دين الخليل إبراهيم، وكان يجمع قريشاً يوم الجمعة، ويوم الجمعة كان اسمه: يوم العروبة، فكان كعب بن لؤي جد الحبيب أول من سمى يوم الجمعة بيوم الجمعة؛ لأنه كان يجمع قريشاً بعد الزوال ويخطب فيهم، ويقول: أيها الناس! الدار والله! أمامكم -الكعبة- والظن خلاف ظنكم، فزينوا حرمكم وعظموه، وتمسكوا به ولا تفارقوه، فسيأتي له نبأ عظيم، وسيخرج منه نبي كريم، ثم يقول: نهار وليل واختلاف حوادث سواء علينا حلوها ومريرها على غفلة يأتي النبي محمد فيخبر أخباراً صدوقاً خبيرها ننتقل إلى تبع الحميري الذي أتى قبل ميلاد الحبيب بسبعمائة سنة، كان يريد أن يهجم على يثرب؛ لأنه كان لـ تبع الحميري ثأر في يثرب، فجهز جيشاً يريد أن يهجم عليها، فقالوا له: يا تبع إن يثرب مهاجر خاتم الأنبياء، فامتنع تبع الحميري عن الهجوم على يثرب.

فهذا دليل على أنه موجود في الكتب القديمة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول تبع: شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النسم فلو مد عمري إلى عمره لكنت وزيراً له وابن عم

<<  <  ج: ص:  >  >>